واصل طيران التحالف أمس ضرب مواقع لجماعة الحوثيين والقوات الموالية لها في محافظات يمنية عدة وعلى امتداد الشريط الحدودي الشمالي الغربي واستهدف للمرة الأولى مجمع وزارة الدفاع وسط صنعاء، في وقت تصاعدت المواجهات بين مسلحي المقاومة المؤيدين للرئيس عبدربه منصور هادي والقوات الحوثية في تعز ومأرب وسط أنباء عن مقتل 20 حوثياً على الأقل. ورحب حزب الرئيس السابق علي صالح بمحادثات جنيف. ودوت ثلاثة انفجارات على الأقل اهتزت لها المنازل في العاصمة فجر أمس نتيجة قصف الطيران مجمع وزارة الدفاع الذي تسيطر عليه جماعة الحوثيين في منطقة «باب اليمن» وشوهدت أعمدة الدخان وسمع دوي انفجارات أخرى يُعتقد أنها طاولت منطقة فج عطان غرب العاصمة ومعسكر قوات الاحتياط في جنوبها. وأفادت مصادر محلية وعسكرية بأن غارات كثيفة شنها طيران التحالف أمس على محافظة الضالع الجنوبية، استهدفت معسكر قوات الأمن الخاصة ومحيط منطقة سناح التي تدور فيها مواجهات عنيفة بين الحوثيين ومسلحي المقاومة منذ أيام، حيث تحاول الجماعة استعادة مناطق فقدت السيطرة عليها. وأضافت أن القصف طاول معسكر عبود والكلية الصفراء والمجمع التربوي ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وضرب الطيران أهدافاً حوثية شمال غربي محافظة عدن في محيط مدينة إنماء السكنية كما طاول مواقع للدفاع الجوي في مدينة المخا الساحلية التابعة لمحافظة تعز بالتزامن مع ارتفاع وتيرة المواجهات في أحياء الجهوري و»حوض الأشراف» وسط تعز التي أعلنتها المنظمات الإغاثية «مدينة منكوبة». وامتدت الغارات لتصيب مواقع في بلدة القاعدة التابعة لمحافظة إب. وأفاد شهود بأن القصف استهدف موقعاً عسكرياً ونقطة تابعة لقوات الأمن الخاصة يتمركز فيها الحوثيون كما طاولت إحدى الغارات جبل «العرعر» حيث تحدثت المصادر عن سقوط قتلى وجرحى لم يتسن تحديد عددهم. واستهدفت الغارات مواقع للحوثيين في محيط مدينة مأرب التي شهدت أمس اشتباكات عنيفة وقصفاً متبادلاً بالمدفعية وصواريخ «كاتيوشا» بين مسلحي القبائل وقوات الحوثيين التي تحاول منذ نحو شهرين إخضاع المدينة والسيطرة على حقول النفط والغاز وتأمين الطريق إلى حضرموت شرقاً. وأفادت مصادر محلية بأن الغارات استهدفت مواقع في منطقة الأشراف ومعسكر ماس ونقطة حلحلان في منطقة الجدعان ودمرت آليات للحوثيين وسط تقدم لمسلحي المقاومة من رجال القبائل وقوات الجيش المؤيدة لهادي في مناطق الجفينة والطلعة الحمراء في مديرية صرواح بموازاة تقدم حوثي في منطقة وادي «مخدرة». وفي المناطق الشمالية الغربية من الحدود اليمنية في محافظتي صعدة وحجة واصلت القوات السعودية المشتركة ضرب مواقع الحوثيين بالمدفعية وطائرات الأباتشي، وأكد شهود أن غارات للطيران استهدفت مواقع في مديريات حرض وميدي وبكيل المير والظاهر ومران وشدا وحيدان. وأفاد سكان في مديرية مستبأ بأن الغارات طاولت سوق الهيجة على الطريق بين عاهم وحرض ودمرت محطة لتعبئة الغاز في منطقة أبو دوار. وفي نيويورك توقع ديبلوماسيون في مجلس الأمن «انطلاقة صعبة» لمؤتمر جنيف في ضوء استمرار الخلاف بين طرفي الأزمة اليمنية على «مرجعية المشاورات» التي ترعاها الأممالمتحدة. ومن المنتظر أن يمثل الحوثيين وحلفاءهم 7 مفاوضين (2 للحوثيين و2 لصالح اذا دُعي و3 يمثلون 3 أحزاب أخرى)، في مقابل 7 مفاوضين يمثلون الأطراف الذين شاركوا في مؤتمر الرياض ومن ضمنهم الحكومة اليمنية. وقال مسؤول في الأممالمتحدة إن المشاورات «ستنطلق الأحد بعد كلمة افتتاحية للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لكنها ستكون مجرد بداية إذ أن البحث في تطبيق القرار 2216 سيتطلب الكثير من الوقت والوساطة للتوصل الى فهم مشترك بين جانبي المفاوضات حول كيفية تطبيق القرار». ويسعى المبعوث الخاص الى اليمن لإقناع طرفي النزاع بالتوصل أولاً الى هدنة إنسانية جديدة قبل بداية رمضان تواكب انطلاق المشاورات علماً أن الحكومة اليمنية تشدد على ضرورة الحصول على ضمانات بالتزام الحوثيين الهدنة «وعدم استغلالها على غرار ما فعلوا في الهدنة السابقة حين سرقوا المساعدات الإنسانية وواصلوا أعمال القصف والعدوان» حسب مصدر ديبلوماسي يمني في نيويورك. وفي حين يحاول الحوثيون إخضاع مناطق اليمن لسيطرتهم والقضاء على المسلحين الموالين للرئيس هادي يعول الشارع اليمني على أن تتمكن مفاوضات جنيف المرتقبة قريباً إلى حلول تنزع فتيل الحرب وتقود إلى استئناف العملية السياسية التوافقية برعاية الأممالمتحدة. وعلى صلة رحب «المؤتمر الشعبي العام» (حزب صالح) المتحالف مع الحوثيين بمحادثات جنيف برعاية الأممالمتحدة وقال إنه لم يتلق بعد دعوة للمشاركة فيها. وأكد الناطق الرسمي باسم الحزب في بيان «موقف المؤتمر المرحب بعقد مؤتمر جنيف لإجراء مشاورات بين المكونات السياسية اليمنية من دون شروط مسبقة لأي منها وبحسن نية برعاية الأممالمتحدة». وقال ان الحزب «لم يتلق دعوة رسمية» حتى الآن للمشاركة في المحادثات، وبالتالي لم يقرر بعد من سيمثله فيها. وأضاف «ان بعض التفاصيل لا تزال محل بحث وتشاور مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بما يكفل التهيئة لإنجاح اللقاء التشاوري».