كثّف طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع لجماعة الحوثيين ومعسكرات ومخازن للسلاح يسيطرون عليها في محافظات يمنية، وسُمِعَت انفجارات ضخمة في صنعاء شبهت بزلزال هز العاصمة وضواحيها وسط القصف واحتراق مخزن للذخائر في جبل نقم المطل على العاصمة. وتواصلت المواجهات بين مسلحي الجماعة والقوات الموالية لها من جهة، وبين مسلحي المقاومة المؤيدين للرئيس عبدربه منصور هادي، في تعز وعدنومأرب وشبوة والضالع، وسط أنباء عن سقوط عشرات الإصابات بين قتيل وجريح. وتطايرت القذائف الصاروخية من مخزن الذخائر المحترق شرق العاصمة إلى الأحياء السكنية المجاورة، وتحدثت مصادر طبية عن عشرات الإصابات بين قتيل وجريح، وحركة نزوح من صنعاء. وجدد طيران التحالف قصف معسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة وضرب أبراجاً للاتصالات ومواقع للدفاع الجوي في قمة جبل عيبان غرب العاصمة اليمنية، وعاود عصراً قصف معسكر النهدين قرب القصر الرئاسي، وجبل نقم. وطاولت الغارات معسكر «ريمة حميد» في منطقة سنحان جنوب العاصمة، حيث مسقط رأس الرئيس السابق علي صالح وامتدت إلى جبل ضين شمال صنعاء. وفيما تواصلت معارك الكر والفر وسط أحياء مدينة تعز (جنوب غرب) وعند أطرافها، أفاد شهود بأن طيران التحالف قصف مواقع للحوثيين في شارع الستين ومعسكر اللواء 22 في الحرس الجمهوري، وطاول القصف منزل مسؤول يُعتَقَد بأنه يؤوي قناصة حوثيين. وفي محافظة الضالع المجاورة التي يحاول الحوثيون والقوات المساندة لهم استعادة مواقع استراتيجية فيها من قبضة أنصار هادي ومسلحي «الحراك الجنوبي»، أكدت مصادر أن طيران التحالف ضرب مواقع للحوثيين بينها مبنى ديوان المحافظة وموقع الشوتري في منطقة سناح، كما استهدف مباني حكومية قيد الإنشاء يتمركز فيها الحوثيون، ودَمَّر آليات لهم قرب معسكر قوات الأمن الخاصة في منطقة قعطبة شمال الضالع، وضرب تجمُّعاتهم في مبنى الأمن العام وفي الملعب الرياضي، في حين قصفوا بالدبابات والمدفعية مواقع للمقاومة. وجدد الطيران قصف مواقع الجماعة والمعسكرات المؤيدة لها في محافظة مأرب (شرق صنعاء)، وروى شهود أن الغارات استهدفت معسكر كوفل في صرواح، ومواقع حوثية غرب مدينة مأرب التي يحاول الحوثيون اقتحامها منذ ستة أسابيع للسيطرة على منابع النفط والغاز وتأمين الطريق نحو حضرموت. وقدّرت مصادر المقاومة المؤيدة لهادي عدد الحوثيين الذين قُتِلوا أمس في المواجهات المُحتدمة في محافظات الضالع وتعز وأبين وشبوة ومأرب بحوالى خمسين. وأكدت مصادر في محافظة إب أن طيران التحالف قصف في مديرية النادرة منزل العميد عبدالحافظ السقاف، القائد السابق لقوات الأمن الخاصة في مدينة عدن الذي كان تمرَّدَ على قرار هادي إقالته، وقرر مؤازرة مسلحي الجماعة. وكانت مصادر المقاومة أكدت أول من أمس أن مسلحين حوثيين أطلقوا النار على سفينة تحمل إغاثة للمدنيين آتية من جيبوتي، عندما حاولت الاقتراب من ميناء عدن الذي يسيطر عليه أنصار هادي، وأجبروها على التراجع، قبل أن تتوجّه إلى ميناء الحديدة على البحر الأحمر والذي يسيطر عليه الحوثيون، في مساع لنقل المساعدات إلى عدن براً. إلى ذلك امتد قصف طيران التحالف إلى محافظة عمران حيث أفادت مصادر بأن الغارات استهدفت مخازن أسلحة في مديرية ريدة ومنطقة الغيل بمديرية خمر، ما أدى إلى تدميرها وسُمِعت انفجارات لساعات بعد القصف. وطاولت الغارات موقعاً للدفاع الجوي غرب مطار صنعاء، في حين أفادت مصادر في الحديدة بأن طيران التحالف قصف ثكنة للدفاع الجوي في مطار المدينة، وامتدت الغارات إلى معقل الجماعة في صعدة شمالاً، حيث استهدفت مناطق للحوثيين على الحدود الشمالية الغربية. في طهران، نفي مصدر في وزارة الخارجية مشاركة وفد إيراني في اجتماعات الجانب الأميركي مع وفد حوثي في سلطنة عُمان. وقال المصدر ل «الحياة» أمس، إن إيران لم تُجرِ بعد أي وساطة بين الجانبين، وهي «ملتزمة عدم تناول أي موضوع إقليمي مع الجانب الأميركي قبل الانتهاء من المفاوضات النووية». وكرر أن طهران تدعم الجهود السياسية التي «تساهم في وقف الحرب» في اليمن، وجلوس الأطراف اليمنية إلي طاولة الحوار، كما تساند جهود مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد لعقد مؤتمر جنيف بمشاركة كل الأطراف اليمنية. ولفت إلى أن إيران «لا تصر على المشاركة في المؤتمر بمقدار ما ترغب في نجاحه». وفي واشنطن قال مسؤول في وزارة الخارجية لوكالة «فرانس برس» انه تم الافراج عن مواطن اميركي كان محتجزا في اليمن وجرى ارساله الى سلطنة عمان حيث استقبله السفير الاميركي. وقال المسؤول «استطيع أن أؤكد ان مواطنا اميركيا كان محتجزا في اليمن غادر هذا البلد وهو حاليا في مسقط بسلطنة عمان». وكانت انباء ذكرت ان عدداً من الاميركيين احتجزوا في اليمن في ظل الحرب. وفي نيويورك تدخل مجلس الأمن دعماً للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مسعاه لإطلاق مؤتمر جنيف. واستعد أمس لتبني بيان بإجماع أعضائه يدعو الأطراف اليمنيين الى «المشاركة في المشاورات السياسية الشاملة التي ترعاها الأممالمتحدة» في جنيف «خلال فترة عشرة أيام» حسب ديبلوماسي في مجلس الأمن. وبادرت بريطانيا، الدولة المعنية بمتابعة ملف اليمن الى طرح مشروع البيان في ضوء «عدم تمكن الأمين العام بان كي مون ومبعوثه الخاص الى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد من إقناع الأطراف اليمنيين، لا سيما الرئيس عبدربه منصور هادي، بالموافقة على إطلاق مؤتمر جنيف في أقرب وقت».