بعد معارك عنيفة، استولى مسلحو القبائل المؤيدون لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في محافظة الجوف على مواقع لجماعة الحوثيين على مشارف مديرية البقع شرق محافظة صعدة، معقل الجماعة. ويحشد رجال القبائل قوات على مشارف المديرية تمهيداً لنقل المواجهات إلى صعدة. وواصل طيران التحالف العربي أمس غاراته على معسكرات للجماعة ومخازن ذخائر في صنعاء وإب وعمران وصعدة وأبين وحجة. وفيما خسر مسلحو المقاومة من أنصار هادي وعناصر «الحراك الجنوبي» مواقعهم في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج (شمال عدن)، بدأ الحوثيون وقوات الجيش الموالية لهم تضييق الخناق على أحياء مديرية الشيخ عثمان في محافظة عدن، وقصفوا بالمدفعية والدبابات مواقع تمركُز مسلحي المقاومة في مدينة تعز (جنوب غرب). إلى ذلك، أفادت مصادر قبلية في محافظة ذمار (100 كلم جنوبصنعاء) بأن مسلحي القبائل المناهضة للحوثيين يستعدون لفتح جبهة جديدة ضدهم، بخاصة بعد إقدامهم على نسف منزل رئيس أركان الجيش محمد علي المقدشي الذي ينتمي إلى قبائل عنس، واستحواذهم على مؤسسات الدولة في المحافظة. وفي محافظة الجوف أكدت مصادر قبلية أن مسلحي قبيلة جهم سيطروا على موقعي الحرور والأبتر، ودحروا الحوثيين واستولوا على كميات من الأسلحة. وأضافت أن رجال القبائل يحتشدون على مشارف مديرية البقع شرق محافظة صعدة، تمهيداً لنقل المواجهات إلى المعقل الرئيس للجماعة. وشن طيران التحالف أمس غارات مكثّفة على صنعاء، واستهدف معسكر الحفا ومخازن الذخيرة في جبل نقم شرق العاصمة، ومعسكرات النهدين وعطان وسمع دوي انفجارات ضخمة. كما قصف الطيران معسكر قوات الأمن الخاصة في محافظة إب (170 كلم جنوبصنعاء)، واستهدف معسكر اللواء الخامس عشر في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، وطاول معسكرات يسيطر عليها الحوثيون في عمران (شمال صنعاء) وفي محافظة حجة (شمال غرب). وأفادت مصادر بأن الطيران ضرب مواقع في صعدة بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي للجيش السعودي طاول مواقع للحوثيين على امتداد الحدود الشمالية الغربية لليمن، في مناطق الخضراء وجبل النار والملاحيظ ومران ورازح والمنزالة وتعشر والبرم، وسط محاولات يائسة لميليشيا الحوثيين للاقتراب من الحدود السعودية. واعترف مسلحو المقاومة في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، بأنهم خسروا مواقعهم بعد هجوم حوثي عنيف، وبأن كل المدينة باتت تحت سيطرة الحوثيين، في حين أفادت مصادر في عدن بأن الحوثيين يحشدون قوات لاقتحام مديرية الشيخ عثمان التي باتت معقلاً لأنصار هادي شمال المدينة مع محاولات للتقدم إلى مديرية البريقة غربها. مصدر في حزب علي صالح اعتبر الغارات التي دمّرت الثلثاء قصوره وقصور أقاربه في صنعاء «عملاً غير مبرر يستهدف منازل الرموز الوطنية والشخصيات السياسية والمواطنين العزّل». ووصلت أمس إلى مطار صنعاء طائرتان تقلان مئات من اليمنيين الذين كانوا عالقين في مصر والهند بسبب ظروف الحرب. ورغم وصول كميات من المشتقات النفطية إلى صنعاء والمدن الأخرى، مازالت للأزمة الحادة في الوقود انعكاساتها، إلى جانب ارتفاع أسعار السلع الرئيسة واستمرار انقطاع الكهرباء. وفي تغيير مفاجئ في موقف إيران من سفينة المساعدات إلى اليمن، نقلت وكالة أنباء «فارس» عن مراسلها في السفينة أنها ستتوجه إلي ميناء جيبوتي ليتحقق من حمولتها مفتشو الأممالمتحدة قبل أن تُبحِر الى ميناء الحديدة اليمني. ولم تُشِر المعلومات إلى الأسباب التي أدت إلى الموافقة علي تفتيش السفينة في جيبوتي، لكن مصادر أعربت عن اعتقادها بأن طهران لا تريد التصعيد مع القوات الأميركية المتواجدة في منطقة مضيق باب المندب أو قوات التحالف العربي، فيما تخوض مفاوضات مع الدول الغربية حول برنامجها النووي. وفي الرياض قال المتحدث باسم وزارة الداخلية «أنه عند الساعة السابعة و40 دقيقة صباح أمس، وأثناء أداء الجندي أول حسن علي عبده صميلي، من منسوبي حرس الحدود السعودي لمهماته بمركز أبو الردف بقطاع الحرث في منطقة جازان تعرض للإصابة بشظايا مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية، ما أدى الى استشهاده. وفي نيويورك حصل المبعوث الخاص الى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد على دعم مجلس الأمن في الدعوة الى تجديد الهدنات الإنسانية بهدف تسهيل انطلاق المشاورات بين اليمنيين في مؤتمر جنيف في 28 الشهر الجاري بعدما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المشاورات في هذا المؤتمر يجب أن «تتم بروح إيجابية ومن دون شروط مسبقة». واستمع المجلس الى ولد شيخ أحمد في جلسة مغلقة أمس أصدر في ختامها بياناً رحب فيه بإعلان الأمين العام عن عقد مؤتمر لكل الأطراف اليمنيين في جنيف «بنية تحقيق حل سياسي مجمع عليه للأزمة اليمنية بناء على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة». وقال ديبلوماسيون إن ولد شيخ أحمد أطلع المجلس على حصيلة مشاوراته وتحضيراته لانطلاق أعمال مؤتمر جنيف وأنه «طلب من المجلس دعم التوصل الى هدنة إنسانية قبل انطلاق المؤتمر» وشدد بيان المجلس على أن «الحوار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة يجب أن يكون عملية يقودها اليمنيون» وعلى «دعوة كل الأطراف اليمنيين الى حضور المحادثات والانخراط فيها من دون شروط مسبقة وبنية جيدة بما في ذلك حل خلافاتهم من خلال الحوار والتشاور ورفض أعمال العنف والامتناع عن الأعمال الانتقامية والوحيدة الجانب الهادفة الى تقويض الانتقال السياسي».