حذرت وزيرة التربية الفرنسية نجاة فالو بلقاسم اليوم (الإثنين)، من "العلمانية المتشددة" في بلد ما زال حظر الحجاب والقلنسوة اليهودية وغيرهما من المظاهر الدينية في المدارس، من الأمور المثيرة للجدل. وقالت بلقاسم "علينا توخي الحذر بأن لا يكون لدينا نوع من العلمانية المتشددة في بلدنا، وهذا الأمر يؤدي الى عكس المنشود بالنسبة إلى الأطفال الذين نريد أن يؤمنوا بالعلمانية". ويوجد لدى فرنسا تقاليد علمانية تاريخية متجذرة في الصدام مع الكنيسة ابان الثورة الفرنسية، كما أن القانون الصادر في العام 1905 يفرض فصلاً صارماً بين الكنيسة والدولة. في العام 2004 بادرت الحكومة القلقة من أن يؤدي العدد المتزايد للمسلمات اللواتي يضعن الحجاب في المدارس الرسمية إلى إلغاء هذا الفصل تدريجياً، إلى إقرار قانون مثير للجدل حول العلمانية يمنع التلاميذ من إبراز مظاهر دينية. لكن عدداً من الحوادث ساعدت في الكشف عن ثغرات هذا القانون. وارتفعت الأصوات، في نيسان (أبريل)، احتجاجاً في البلاد بعد منع مسلمة مرتين من دخول الصف لارتدائها تنورة سوداء طويلة، اعتبرت مظهراً دينياً. كما أحيلت عدة امهات يضعن الحجاب إلى المحكمة بسبب منعهن من مرافقة اطفالهن في رحلات مدرسية. وذكرت بلقاسم أنه "في السنوات الأخيرة وصلنا إلى مستويات غير مبررة من التوتر، ما يفسر سوء الفهم المحيط بمفهوم العلمانية، وسبب عدم ايمان بعض الشبان بها". وتعرضت الوزيرة البالغة من العمر 37 عاماً للانتقادات الأسبوع الماضي بعد سلسلة إصلاحات في المدارس، وتعتبر بلقاسم نجمة صاعدة في الحزب "الاشتراكي" الحاكم ، قالت إنها تعارض "موقفاً متشدداً جداً" أدى إلى منع منهجي لمشاركة أمهات في الرحلات المدرسية. وأضافت "كيف يمكن لطفل أن ينتمي إلى مدرسة وإلى مفهوم العلمانية، عندما يرى والدته مستبعدة من رحلة مدرسية لمجرد أنها تضع حجاباً". وتابعت إنه ينبغي عدم فرض العلمانية "كقاعدة صارمة" بل يجب إحياؤها في عيون الاطفال والتلاميذ كي يفهموها ويلتزموا بها.