كتب شهيد تفجير مسجد الإمام الحسين في حي العنود بالدمام، عبدالجليل جمعة الأربش، قبل أيام تعزية في الطفل حيدر المقيلي، عبر تغريدة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «يوم مني تروح روحي، قولوا في حيدر مات مجنون» وكأن الأربش الذي يختصر من حوله اسمه في «جليل» كان ينعي نفسه. الأربش الذي استشهد في حادثة تفجير جامع الإمام الحسين، والذي رفض والده تلقي التعازي، مطالباً ب «زفاف التهاني»، كان وصل من أميركا قبل أيام، لإقامة حفلة عقد قرانه والعودة مجدداً لدراسة الدكتوراه في الهندسة. وقال باقر الأربش، ابن خال الشهيد ل «الحياة»: «جليل حضر من أميركا قبل أسبوعين، وعقد قرانه على كريمة إحدى الأسر، تمهيداً لزواجه خلال شوال المقبل، وهو يبلغ من العمر 25 عاماً». وأضاف الأربش: «طلب الشهيد جليل من زميله المراقبة، فيما قام هو بدور المفتش اليدوي، وأثناء دخولي المسجد التقيت به وصافحته، وكنت قريباً من باب المسجد وبعد سماعي صوت الانفجار هرعت مسرعاً للخارج، فوجدت الأشلاء متناثرة، وتيقنت بأن هذه الأشلاء لابن عمتي جليل، لأني شاهدت جثة أخرى لشخص ممدد، واتضحت بأنها للشهيد محمد حسن، الذي نقلناه للغرفة وكان ما زالت به حياة قبل أن يتم نقله للمستشفى، ويلفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق». وأردف: «لم أتمكن من التعرف على هوية إحدى الجثث، إذ كانت أشلاء، واتضح أنها تعود لجليل»، مضيفاً: «أما الشهيد محمد حسن البن عيسى فكان طالباً في مدرسة مكة الثانوية، وكان يعتزم إكمال دراسته في الخارج بعد تخرجه، وبعد أن عقد قرانه هو الآخر قبل أن تأخذه يد الغدر». وذكر أن الشهيد جليل «أصر على العمل التطوعي في تنظيم الدخول للمسجد، وكان كثير الابتسامة، ولم نكن نعرف سر تلك الابتسامة هل هي بسبب عودته من السفر أو للقيا ذويه أو لقرب زواجه الذي كان مقرراً بعد أيام». وأصر باقر الأربش بأن أسرته ترفض تلقي التعازي، مكتفياً بالقول: «الحمد الله الذي أكرمنا بوجود شهيد في عائلتنا ونحن نفخر ونعتز بهذا الاسم وسنمضي قدماً في إقامة حفلة زفاف في تشييع الشهداء لمثواهم الأخير».