قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم (الجمعة) إن إيران قدمت بعض المعلومات عن نقطة من نقطتين عالقتين في تحقيق تجريه الوكالة التابعة للأمم المتحدة في شأن ما إذا كانت طهران أجرت بحثاً لتصنيع قنبلة ذرية. وجاء في التقرير السري أن طهران "قدمت بعض المعلومات في شأن واحد من هذين الإجراءين. واتفقت الوكالة وإيران على استمرار الحوار حول هذين الإجراءين العمليين وعلى أن تلتقيا مجدداً في المستقبل القريب". وقلل ديبلوماسي مطلع على هذا التطور من أهميته، ووصف المعلومات التي قدمتها إيران حول طرز أجهزة الكمبيوتر التي يمكن أن تستخدم في أبحاث القنابل بأنها "مفيدة" و"ذات صلة". لكنه قال إن ذلك لم يذهب إلى المدى الكافي. وأضاف: "هي علامة إيجابية، لكنها محدودة لأنها بعض المعلومات فقط. لا أخرج باستنتاجات كبيرة الآن"، مشيراً إلى أن التقدم في شأن هذا الموضوع أصبح في الحقيقة بطيئاً لكنه لم يتوقف. وصدر تقرير اليوم وهو الأحدث للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إيران للدول الأعضاء، في الوقت الذي تسعى فيه طهران للاتفاق على الشروط الأخيرة لاتفاق مع القوى العالمية الست للحد من برنامجها النووي المثير للجدل، في مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها. وتصدر الوكالة تقريراً عن إيران كل ثلاثة أشهر. واتفقت الدول السبع على مهلة تنتهي في 30 حزيران (يونيو)، للتوصل إلى اتفاق نهائي لكن هناك مؤشرات على صعوبة الوفاء بهذه المهلة. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من فيينا مقراً لها، إنه "لا يزال من الضروري أن تقدم إيران أجوبة على أسئلتها عن قاعدة بارشين العسكرية وأن تسمح لها بدخول القاعدة التي يشتبه مسؤولون غربيون بأن إيران أجرت فيها اختبارات متفجرات تتصل بالقنابل النووية". وتنفي الجمهورية الإسلامية ذلك وتصر منذ وقت طويل على أنها تخصب اليورانيوم من أجل توليد الكهرباء والحصول على نظائر مشعة للاستخدام الطبي وليس لتطوير قنبلة نووية سراً كما يقول الغرب. وجاء في التقرير: "لا تزال الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدة لتسريع حسم كل القضايا القائمة بمقتضى إطار التعاون. يمكن تحقيق هذا بتعاون متزايد من جانب إيران ومن خلال السماح في الوقت المناسب بالوصول إلى كل ما يتصل (بتلك القضايا) من معلومات ووثائق ومواقع ومواد وأفراد في إيران كما طلبت الوكالة". واعتبرت الدول الغربية رفض إيران التعاون مع تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤشراً على عدم استعدادها للتعاون الكامل لحين رفع العقوبات في المحادثات مع القوى العالمية الست التي استؤنفت في فيينا هذا الأسبوع. وقالت الولاياتالمتحدة إنها لا تدرس الاستمرار في التفاوض بعد مهلة 30 حزيران (يونيو)، لكن تعليقات من فرنساوإيران أشارت إلى أن هناك مجالاً لفعل ذلك. وسيعاود وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاجتماع مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في جنيف غداً. وتوجهت كبيرة المفاوضين الأميركيين ويندي شيرمان يوم الأربعاء إلى فيينا للاشتراك في المحادثات بين إيران والقوى الست، وستنضم إلى كيري في جنيف قبل استئناف المحادثات في العاصمة النمساوية فيينا. وتسعى القوى الست إلى اتفاق تقبل إيران بمقتضاه تقييد قدرتها على تخصيب اليورانيوم، وأن تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش غير مقيد يساعد في ضمان الالتزام بألا تستخدم إيران برنامجها النووي في صناعة قنابل نووية. وتريد القوى الست أيضاً أن تستجيب إيران لجميع طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أجل بناء الثقة في طموحاتها النووية المدنية. وتوصلت إيران إلى اتفاق مؤقت مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا في الثاني من نيسان (أبريل)، لكن هناك مسائل محورية لا تزال بغير حل من بينها الفترة التي ترفع العقوبات خلالها ومدى اتساع إجراءات الرقابة والتحقق التي تضمن التزام إيران بأي اتفاق.