بدأت إيران والدول الست المعنية بملفها النووي محادثات على مستوى خبراء في فيينا أمس، تشارك فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمناقشة تفاصيل تطبيق اتفاق جنيف. في غضون ذلك، قالت ويندي شيرمان، مساعدة وزير الخارجية الأميركي رئيسة الوفد المفاوض إلى محادثات جنيف، إن نتائج المرحلة الأولى من الاتفاق ستظهر أواخر كانون الثاني (يناير) المقبل «حيث يتمّ تنفيذ كل شيء». وأضافت في حديث لقناة «العربية»: «لا نتكل على الثقة، (بل) على التحقّق والمراقبة». وأقرت بأن إيران «تعرف كيف تشغّل دورة الوقود (النووي)، ولديها مئات من علماء الذرّة (الذين) يعرفون كيف يخصّبون اليورانيوم، وبالتالي لسنا قادرين على حرمانهم من هذه المعرفة». ونبّهت إلى أن الإيرانيين «قادرون على إعادة البناء»، إذا دُمِّرت منشآتهم النووية أو فُكِّكت. ونفت الحديث عن مقايضة مع طهران، قائلة: «المحادثات الوحيدة التي نجريها في الدول الست تتعلّق بالبرنامج النووي لإيران... لن نتحدث عن البحرين ولا عن سورية ولا عن مصر إلى أن تنضم هذه الدول إلى المحادثات، وكذلك اللاعبون الإقليميون ودول الجوار». ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسيين غربيين تشديدهم على وجوب تسوية المسائل التفصيلية التي لم تُعالج خلال محادثات جنيف، قبل تطبيق الاتفاق. ويشمل ذلك كيفية تنفيذ الوكالة الذرية دورها الموسّع في هذا الصدد وموعد قيامها بذلك. ولفت الديبلوماسيون إلى أن بدء تخفيف العقوبات على طهران يتوقف على التحقّق من إيفائها بالتزاماتها في الاتفاق. وكان خبراء من الوكالة الذرية دخلوا الأحد، للمرة الأولى منذ سنتين، منشأة آراك التي يُرجّح أن تنتج بلوتونيوم يتيح صنع قنبلة نووية، وقال ناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية إن طهران والوكالة سيناقشان في فيينا غداً زيارة مقررة إلى منجم لليورانيوم في كجين جنوبطهران. لكن النائب الإيراني حسين نقوي حسيني، وهو ناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، أبدى «قلقاً» من «احتمال تسريب مفتشي الوكالة معلومات نووية لأجهزة استخبارات معادية، مثل الإسرائيلية والأميركية». أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فاعتبر أن «قوى كبرى أقرّت بعجزها عن وقف القدرات النووية الإيرانية، بينها تخصيب اليورانيوم، نظراً إلى توطين الصناعة النووية على أراضيها واتساع نطاقها». ويصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران مساء اليوم، في زيارة تستغرق يومين يناقش خلالها مع مسؤولين إيرانيين «سبل تعزيز التعاون الثنائي، إضافة إلى قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك»، كما أعلنت الخارجية الإيرانية. ولفتت الخارجية الروسية إلى أن «العلاقات الروسية – الإيرانية تستند إلى مبادئ الصداقة والجيرة الطيبة، ولا تتأثر بتقلبات الوضع السياسي»، وزادت: «نعتزم مواصلة التعاون (مع طهران) لمصلحة الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي». إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان، أن بلاده باتت تستخدم الليزر في تحسين دقة صواريخها الباليستية والبعيدة المدى، بحيث باتت «عالية الدقة وقليلة الخطأ في الإصاب».