استشهد صباح أمس (الأربعاء) في المنطقة الحدودية المتقدمة بظهران الجنوب الجنديان مفرح يحي سويد القحطاني، وفهد علي محمد حمزة، كما أصيب خمسة من زملائهما تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه عند الساعة الثامنة و50 دقيقة من صباح الأربعاء، وأثناء قيام رجال حرس الحدود بمهماتهم في أحد المواقع الحدودية المتقدمة بظهران الجنوب في منطقة عسير تعرضوا لقذائف عسكرية من الأراضي اليمنية. إلى ذلك، واصل طيران التحالف غاراته أمس على معسكرات يسيطر عليها الحوثيون ومواقع عسكرية ومخازن للذخيرة في صنعاء وحجة وذمار والحديدة وتعز ومأربوعدن، ودمرت الضربات مقر قيادة قوات الأمن الخاصة في صنعاء والقاعدة البحرية في الحديدة. وأفادت مصادر أمنية وطبية بأن أكثر من مئة مسلح قتلوا خلال هذه الغارات إلى جانب عشرات الجرحى. وتواصلت المعارك بين المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لهم من جهة وبين مسلحي المقاومة من رجال القبائل وأنصار الرئيس عبدربه منصور هادي في مأرب وتعز بمختلف أنواع الأسلحة في ظل محاولات حوثية للسيطرة على الأحياء الشمالية لمدينة عدن. وسمع دوي انفجارات ضخمة جراء استهداف الطيران لمقر قيادة قوات الأمن الخاصة في صنعاء صباحاً وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بالتزامن مع تطاير الشظايا والقذائف من مخازن الأسلحة التي تم استهدافها للمرة الأولى داخل المعسكر في حي السبعين. وأفادت مصادر طبية ل«الحياة» أن حوالى خمسين جندياً قتلوا جراء القصف كما أصيب أكثر من 100 آخرين، في حين تضاربت المعلومات حول مصير قائد القوات الخاصة الموالي للحوثيين اللواء عبدالرزاق المروني. ومع تأكيد مصادر قريبة منه أنه نجا قالت مصادر أخرى أنه تعرض لإصابة بالغة مع مدير مكتبه. إلى ذلك أغار طيران التحالف مدعوماً بقصف بوارج حربية على القاعدة البحرية في محافظة الحديدة (غرب) في منطقة الكثيب ما أدى إلى تدميرها ومقتل عشرات المسلحين، كما استهدفت الغارات ملحقاً لمنزل اللواء علي محسن الأحمر وأصابت كلية الطب التابعة لجامعة الحديدة، في حين امتد القصف شمالاُ إلى محافظة حجة الحدودية، حيث طاول معسكر «اللواء 25 ميكا» في مدينة عبس ومناطق أخرى مجاورة كما استهدف مواقع للحوثيين في مديرية «بكيل المير» مخلفاً عشرات القتلى والجرحى. وتواصلت المواجهات وسط مدينة تعز في أحياء عصيفرة والأربعين وحوض الأشراف. وأفاد شهود بأن طائرات التحالف أغارت على عدد من المواقع في منطقة الحوبان واستهدفت مواقع لمسلحي الجماعة أسفل جبل صبر وفي منطقة الراهدة الواقعة بين تعز ولحج. وأكدت مصادر في عدن أن قوات الحوثيين شنت هجوماً للتوغل في أحياء دار سعد والشيخ عثمان وأن اشتباكات عنيفة اندلعت مع مسلحي المقاومة من أنصار هادي ومسلحي «الحراك الجنوبي» رافقها قصف جوي على مواقع الجماعة. وطاول القصف أمس مواقع في ذمار وقال شهود إن الغارات استهدفت مبنى المجلس المحلي ومقر فرع المؤتمر الشعبي في المحافظة، ما أدى إلى تضرر منازل مجاورة وإصابة ثلاثة مدنيين على الأقل. وأعلن زعماء قبليون في محافظة إب أمس تشكيل «مجلس المقاومة الشعبية» ل»مواجهة الحوثيين واستعادة الشرعية والدولة المختطفة». واحتدمت المواجهات في محافظة مأرب بين الحوثيين ومسلحي القبائل، وأكدت مصادر المقاومة مقتل وأسر 15 حوثياً خلال اشتباكات في منطقة الجفينة. وقالت أن مسلحي المقاومة أحبطوا محاولة للحوثيين لاقتحام مأرب من جهة الجنوب بالتعاون مع عناصر قبلية موالية لهم، غداة إصدار السلطات الحوثية في صنعاء قراراً بتعيين محافظين جدد لكل من مأرب والبيضاء وإب وصنعاء وريمة والجوف. وأكد شهود أن طيران التحالف قام بإسناد مسلحي المقاومة وشن عدداً من الغارات على مواقع الحوثيين غرب مأرب وشمالها في مناطق الزور وجبل هيلان والطلعة الحمراء. وكان مسلحو المقاومة من أنصار هادي و»الحراك الجنوبي» تمكنوا قبل ثلاثة أيام من تحقيق أكبر انتصاراتهم منذ شهرين من خلال السيطرة على معظم مواقع ومعسكرات الحوثيين والقوات الموالية لهم في مدينة الضالع الجنوبية والمناطق الجبلية المحيطة بها.