ساد الهدوء معظم أنحاء محافظة عدن نهار أمس، بعد توقف الاشتباكات والقصف المتبادل بين القوات الموالية للحوثيين وقوات الجيش و «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي عند الفجر، وتوقفت القوات الموالية للحوثيين عن التقدم باتجاه مدينة عدن، إذ أجبرتها الضربات الجوية والبحرية لقوات التحالف العربي على التوقف في مواقع انتشرت فيها خارج المدينة وفي محيط مطارها وساحل أبين ومنطقة دار سعد شمال المدينة. (للمزيد) وأكدت ل «الحياة» مصادر أمنية وطبية في عدن، أن المدينة لم تشهد أعمال عنف منذ فجر أمس، وقال شهود إن مسلحي «اللجان الشعبية» ومتطوعين من سكان الأحياء نصبوا نقاط تفتيش على مداخل ومخارج الأحياء والشوارع العامة، وفرضوا إجراءات أمنية مشددة، في حين استحدثت قوات من الجيش ومسلحي «اللجان» الموالية للرئيس هادي مواقع ومتاريس على مداخل المدينة لصد أي تقدم للمسلحين الحوثيين. وعلى رغم أجواء الحرب التي تخيِّم على اليمن منذ بداية العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي ضد جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، مازال الأمل يسود بين اليمنيين بانتهاء المحنة وتجنيب بلادهم ويلات الحرب والدمار، ويعولون على عودة الفرقاء إلى طاولة الحوار واحترام الشرعية الدستورية، وإنهاء حال الصراع على السلطة. وخيّم على صنعاء هدوء نسبي أمس نظراً إلى انحسار غارات التحالف على المواقع العسكرية الموالية لعلي صالح والحوثيين بعد غارات مكثّفة طيلة ليل الإثنين- الثلثاء وحتى ساعات الصباح الأولى، استهدفت عدداً من مواقع الصواريخ والرادارات وثكناً في الجبال المحيطة بصنعاء، تتمركز فيها قوات من الحرس الجمهوري (السابق)، بالإضافة إلى ضربات استهدفت مراكز السيطرة والاتصالات العسكرية، ومستودعات الأسلحة والذخائر ومعسكر الاحتياط. كما استهدفت غارات التحالف مواقع عسكرية في محافظات ذمار والبيضاء ومأرب والضالع والحديدة وحجة، ومناطق متاخمة للحدود مع السعودية في محافظة صعدة، وتجمُّعات مسلّحين حوثيين قرب مواقع حدودية سعودية. وشهدت صنعاء نزوحاً واسعاً، اذ غادرتها مئات الأسر إلى مناطق ريفية آمنة خشية تدهور الوضع الأمني. وارتفعت أسعار بعض السلع والمواد الغذائية والتموينية في اليمن بنسبة تزيد على خمسين في المئة.