وسط تطلعات وآمال معقودة، بدأ خبراء سعوديون وأجانب، البحث في مُستجدات علم زراعة الأعضاء والمناعة، ونقل الخلايا الجذعية، من خلال المؤتمر العالمي الأول، الذي انطلق أمس في الدمام، وينظمه مختبر التطابق النسيجي والمناعة الجينية، وبرنامج زراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، وصاحبه معرض، ضم شركات عالمية، لها باع طويل في زراعة الأعضاء حول العالم. وكشف رئيس المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين، عن «زيادة كبيرة» في أعداد المتبرعين، إذ وصلت نسبتهم إلى «300 في المئة، منذ إنشاء مركز زراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام قبل أقل من عام، بعد النقلة النوعية التي شهدتها المنطقة الشرقية في التبرع بالأعضاء خلال الفترة الماضية»، مضيفاً أن هناك «إمكانية زراعة القلب والرئتين في الشرقية خلال العامين المقبلين، وتخصيص فريق طبي في المنطقة، للتنسيق مع المستشفيات حول التبرع بالأعضاء، إلى المرضى المحتاجين»، مشيراً إلى أن رفض بعض المستشفيات التعاون سابقاً أدى إلى «عدم وجود متبرعين جُدد بالأعضاء». وأعلن شاهين أثناء حضوره المؤتمر، عن «تخصيص وزارة المال، موازنة للمركز، تتمثل في 28 مليون ريال للمصاريف، و40 مليوناً للمتبرعين، و12 مليوناً للعاملين من الوزارة»، مشيراً إلى استفادة «نحو 20 ألف مريض من برنامج زراعة الكلى وغسيل الأعضاء في المملكة، إضافة إلى تبرع أربعة آلاف شخص من الأحياء، وألفين من المتوفين دماغياً لمرضى الكلى». وكشف عن ربط المركز السعودي قريباً مع أقسام العناية المركزة، في 120 مستشفى مهمة في المملكة، مرجعاً التأخر في ذلك إلى «عدم وجود عاملين صحيين ذوي كفاءة، مدربين على العمل في هذا النظام الجديد». وأضاف أن هناك «82 مستشفى حالياً مربوطة مع المركز السعودي من طريق دائرة الغسيل والترشيح الدموي». بدورها، أكدت رئيسة المؤتمر الدكتورة رباب العطاس في كلمتها، أن «ما يميز مختبر التطابق النسيجي والمناعة الجينية عن سائر الأقسام المخبرية هو طبيعة نوعية الفحوصات»، التي وصفتها بأنها «شديدة التعقيد»، وبالتالي فهي «تتطلب قدراً عالياً من المهارة التقنية، وكذلك تحتاج لوضع خطة ناجحة، للتقليل من الكلفة الإجمالية». وقالت العطاس: «وضعنا المعايير الدولية صوب أعيننا عند بداية تأسيس مختبر التطابق النسيجي والمناعة الجينية في مستشفى الملك فهد التخصصي». وبينت أن الهدف من تجهيز المختبرات والالتزام في المعايير الدولية والاهتمام في العنصر البشري هو «الحصول على التراخيص والاعترافات الدولية في هذا المجال، خلال العامين المقبلين. وتشمل الخطة تأسيس مختبر الخلايا الجذعية على أعلى المستويات». وأملت في «إنهاء الخطة التدريبية لجميع الموظفين والحصول على الرخص والإجازات الدولية خلال السنوات الخمس المقبلة». «المستشفى التخصصي » يزرع النخاع نهاية العام الجاري أعلن المدير التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، الدكتور خالد الشيباني، عن انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الأول لعلم زراعة الأعضاء والنخاع. وأكد أن المستشفى «يقدم جميع الخدمات لمرضاه، باستثناء زراعة نخاع العظم، التي يتوقع العمل بها أواخر 2010». وأشار الشيباني، إلى «نجاحات» برنامج زراعة الأعضاء التي كان آخرها «زراعة البنكرياس وزراعة الكبد لمريض سعودي عمره 17 سنة، وبقي في العناية المركزة يوماً واحداً». ولخص المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية والتدريب والأبحاث الدكتور زكريا الصفران، أبرز ما قام به المستشفى في مجال التدريب وتطوير العاملين. وقال: «إن الشؤون الأكاديمية قدمت 37 دورة، استهدفت ما يربو على 600 موظف». وزاد أن «الشؤون الأكاديمية والتدريب وفرت الدورات التأهيلية في الإنعاش القلبي والرئوي، التي تعد من المتطلبات الأساسية. كما قدمت ما يزيد على 40 دورة في أساسيات الإنعاش، انخرط بها 729 متدرباً، إضافة إلى دورة في الإنعاش القلبي المتقدم، التي استفاد منها 107 متدربين».