أوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) سيطر اليوم (الأربعاء) على الجزء الشمالي من مدينة تدمر الأثرية (وسط). وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "تنظيم الدولة الاسلامية تمكن من السيطرة على الجزء الشمالي من مدينة تدمر بأكمله، ولاذت القوات النظامية بالفرار من هذه المنطقة التي تمثل ثلث المدينة". وأقرت "وكالة الأنباء السورية" (سانا) نبأ دخول التنظيم إلى المدينة، إذ قالت ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة تتصدى للمجموعات الإرهابية التي تسللت إلى أطراف الحي الشمالي للمدينة، وتوقع بين أفرادها قتلى ومصابين". وياتي هذا الهجوم للتنظيم بعد استيلائه صباح اليوم على مبنى أمن الدولة على حاجز في المنطقة، بالقرب من مبنى يضم القيود المدنية لسكان المدينة. وأكد الناشط محمد المتحدر، من تدمر، أن "عناصر النظام فروا بعد استيلاء التنظيم على مبنى أمن الدولة"، مشيراً إلى أن عناصر القوات النظامية لجأت إلى فرع المخابرات العسكرية الواقع في جنوب غربي المدينة بالقرب من المعالم الأثرية الشهيرة. ويأتي تقدم التنظيم إثر اشتباكات عنيفة استمرت منذ ليل أمس في محيط الأحياء الشمالية للمدينة، بحسب المرصد، الذي أشار إلى ترافق الاشتباكات "مع قصف متبادل بقذائف الهاون والمدفعية". وكان التنظيم سيطر السبت على أجزاء واسعة من شمال المدينة، إلا أن القوات النظامية تمكنت من صده في أقل من 24 ساعة. وبدأ التنظيم المتطرف في 13 أيار (مايو) هجوماً في اتجاه تدمر التي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي بالنسبة إليه، اذ تفتح له الطريق نحو البادية المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية. كما أنها مهمة من الناحية الدعائية، كونها محط أنظار على المستوى العالمي، بسبب آثارها المدرجة على لائحة التراث العالمي. وتعرف هذه الآثار بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة. وأعربت منظمة "اليونيسكو" عن قلقها إزاء اقتراب تنظيم "داعش" منها، والذي تمكن أيضاً من السيطرة على مناطق قريبة من المدينة بينها حقلان للغاز.