سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على الجزء الشمالي من مدينة تدمر الأثرية وسط سورية، في وقت أفيد بأن غارات التحالف الدولي - العربي قتلت 170 عنصراً من التنظيم في شمال شرقي البلاد. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن: «تمكن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على كامل الجزء الشمالي من مدينة تدمر ولاذت القوات النظامية بالفرار من هذه المنطقة التي تمثل ثلث المدينة». وقالت شبكة «الدرر الشامية» ان قوات النظام «فقدت عددًا من معاقلها الرئيسة نتيجة الهجوم الذي يشنه مقاتلو تنظيم «الدولة» في مدينة تدمر، حيث تمكن عناصر تنظيم «الدولة» من السيطرة على مبنى فرع أمن الدولة ومديرية المنطقة ومدرسة أذينة ومبنى الفرن الآلي في مدينة تدمر، بعد مواجهات ضارية مع قوات الأسد». كما تقدم عناصر التنظيم الى الحي الأوسط «حيث قام بعض العناصر بالتجول في الحي بالقرب من الساحة العامة في وسط المدينة، كما هربت جميع عناصر قوات الأسد المتواجدة في حاجز خطاب بالحي الشرقي من أماكنهم باتجاه فرع الأمن العسكري»، وفق الشبكة وأضافت ان التنظيم «بات على بعد مئات الأمتار فقط من المعالم الأثرية في المدينة التي أبدت جهات دولية مخاوف من تعرضها للتدمير في حال وصول التنظيم إليها». وقصف الطيران الحربي الأحياء الشمالية لمدينة تدمر، الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة»، فيما طلبت «تنسيقية الثورة في تدمر» من المواطنين توخي الحذر في تنقلاتهم داخل المدينة «إذ يُطلق قناصة النظام النارَ على أي شيء يتحرك في الشوارع العامة، وضمن الشوارع الفرعية التي تطل عليها محارس فرع الأمن العسكري وسجن تدمر». ووفق ناشطين، فإنه «على رغم التعزيزات والأرتال العسكرية المتوالية التي أرسلها نظام الأسد إلى محيط المدينة، فإن عناصر التنظيم اقتربوا من مبنى البلدية ومتحف المدينة، وسط حالة نزوح واسعة تشهدها المدينة». وأقرّت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بنبأ دخول التنظيم الى المدينة اذ اوردت ان «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تتصدى للمجموعات الإرهابية التي تسللت الى اطراف الحي الشمالي للمدينة وتوقع بين افرادها قتلى ومصابين». ويأتي هذا الهجوم للتنظيم بعد استيلائه صباح امس على مبنى امن الدولة على حاجز في المنطقة قرب احد الأبنية الذي يضم القيود المدنية لسكان المدينة. وأكد الناشط محمد المتحدر من تدمر لوكالة «فرانس برس» عبر الإنترنت ان «عناصر النظام فروا بعد استيلاء التنظيم على مبنى امن الدولة». وأضاف الناشط ان عناصر القوات النظامية لجأت الى فرع المخابرات العسكرية الواقع في جنوب غربي المدينة قرب المعالم الأثرية الشهيرة. ويأتي تقدم التنظيم اثر اشتباكات عنيفة استمرت منذ ليل امس الثلثاء في محيط الأحياء الشمالية للمدينة، وفق «المرصد» الذي اشار الى ترافق الاشتباكات «مع قصف متبادل بقذائف الهاون والمدفعية». وكان التنظيم سيطر السبت على اجزاء واسعة من شمال المدينة الا ان القوات النظامية تمكنت من صده في اقل من 24 ساعة. وبدأ التنظيم في 13 الشهر الجاري هجوماً في اتجاه تدمر التي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي بالنسبة اليه، اذ تفتح له الطريق نحو البادية المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية. كما انها مهمة من الناحية الدعائية، كونها محط انظار عالمية بسبب آثارها المدرجة على لائحة التراث العالمي. وتعرف هذه الآثار بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة. وأعربت منظمة «يونيسكو» عن قلقها ازاء اقتراب تنظيم «الدولة الإسلامية» منها. وتمكن التنظيم من السيطرة على مناطق قريبة من المدينة بينها حقلان للغاز. الى ذلك، قال «المرصد» ان ضربات جوية شديدة نفذها التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في شمال شرقي سورية قتلت 170 على الأقل من عناصر «داعش»، في غضون 48 ساعة خلال هذا الأسبوع. وتنسّق قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة حملتها الجوية في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية مع «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» على الأرض هناك. وقال «المرصد السوري» امس انه «سمع دوي انفجار عنيف في ناحية الجوادية (جل آغا) ناجم عن تفجير استهدف مركزاً للتجنيد في البلدة الواقعة قرب الحدود السورية - التركية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى ومعلومات أولية عن شهداء»، لافتاً الى ان عناصر التنظيم اعدموا ثلاثة رجال قرب البلدية في بلدة الشحيل الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور «التي تعد المعقل السابق لجبهة النصرة في سوريا، وينحدر منها القائد العام لجبهة النصرة أبو محمد الجولاني». وأكدت مصادر أن التنظيم قام ب «ذبحهم بوساطة آلات حادة، أحدهم بتهمة أنه مقاتل سابق ولم يستتب، فيما الآخر كان «متواجداً في تركيا»، كما أعدم الثالث وهو مجهول الهوية، بتهمة «قتال الدولة الإسلامية والتنسيق مع الصحوات في تركيا كما أكدت المصادر للمرصد أن التنظيم اعتقل الرجال الثلاثة، فور عودتهم إلى الريف الشرقي لدير الزور قادمين من تركيا». في ريف دمشق، قال «المرصد» ان اشتباكات دارت «بين مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، في القلمون الشرقي ما ادى إلى استشهاد 6 مقاتلين من الفصائل الإسلامية ومصرع 9 عناصر من التنظيم على الأقل». وأطلقت «جبهة النصرة» في القلمون سراح 27 عنصراً من «داعش» بعد إلقاء القبض عليهم في وقت سابق «خلال المعركة التي اندلعت بين الثوار والتنظيم في القلمون الشرقي»، وفق «الدرر». وأضافت أنه «بحسب تغريدات نشرت على حساب مراسل القلمون التابع لجبهة النصرة، فإن المحكمة الشرعية قضت بإطلاق سراح المعتقلين بعد التأكد من عدم تورطهم في قتال الثوار». وأشارت إلى «حالة من الامتعاض من الناشطين حول ما قامت به جبهة النصرة، فقد تحدث بعضهم بأن مثل تلك الأعمال ستنعكس سلبًا على مجريات المعارك في القلمون في ظل الهجوم العنيف لحزب الله على القلمون الغربي».