أجرى مبعوثو الدول الثلاث الدائمة العضوية في مجلس الامن الى ليبيا وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، اضافة الى نظيرهم الايطالي ليبيا ومسؤولي الملف الييبي في كل من مصر والامارات، مشاورات في باريس يوم الاثنين الماضي، تناولت تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا وموضوع الارهاب، كما ابلغ «الحياة» مصدر ديبلوماسي غربي في العاصمة الفرنسية. وأشار المصدر الى ان تلك المشاورات، جزء من اتصالات اوسع مع قطر وتركيا والجزائر والمغرب وتونس، لدعم محاولات المبعوث الدولي الى ليبيا برناردينو تشكيل حكومة وحدة وطنية ليبية يمكن التعاون معها لمواجهة مشاكل عدة، من بينها الهجرة البحرية المتوسطية عبر ليبيا. وطرحت تساؤلات خلال المشاورات عما اذا كانت لدى الفريق خليفة حفتر قائد ما يعرف ب»الجيش الوطني الليبي» وايضاً سلطات طبرق المعترف بها دولياً، الوسائل للسيطرة على الوضع في ليبيا. وعلى رغم تأكيد مصر والامارات عدم المساواة بين طرفي النزاع في الحوار، فإن المصدر الغربي كشف توجهاً جديداً تحت عنوان ان «لمبدأ الشرعية معاني عدة وهي ليست ظرفاً دائماً»، مشيراً الى ان «الشرعية تقتضي ايضاً السيطرة على الارض والقدرة على تنفيذ التزامات». وبرزت تساؤلات عن قدرات طبرق وحفتر في وقت تضم طرابلس 2.2 مليون مواطن اضافة الى مدن الغرب الأخرى التي لا تؤيد حفتر، ما يعني انه لا يمكن التوصل الى حل، عبر تمسك البعض ب «الشرعية». ولتجاوز هذا المأزق، يملك ليون خطة سيطرحها في لقاءاته مع الاطراف المختلفة خلال جولة حوار جديدة، كما يعرضها على الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن في محاولة للتوصل الى اتفاق في بداية حزيران (يونيو) المقبل. ويصر الجانب المصري ان على أي اتفاق ان يحفظ الشرعية لسلطات طبرق وألا يعطي السلطات الموازية قدرة على التعطيل والنقض (فيتو). مصراتة في غضون ذلك، أعلنت مجموعة من كتائب ثوار مصراتة أن «لا خلاص ولا خروج من المحن التي يوجهها الوطن إلا بالحوار والمصالحة الشاملة وتقديم التنازلات من الجميع». وأكدت هذه الكتائب في بيان، ضرورة لمّ الشمل وعودة المهجرين والنازحين إلى ديارهم والعفو والصفح والتسامح. وشددت على ضرورة استقلالية القضاء ومواجهة الصعوبات والمخاطر التي قد تعترض عودة عمل مؤسسات العدالة والتقاضي والامن وانهاء ظاهرة مراكز الاحتجاز الخارجة عن القانون، وبناء مؤسسات الجيش والشرطة. وأكد البيان حرص هذه الكتائب على التواصل مع كل الجبهات والمحاور التي ترغب بالانضمام إلى مسيرة الإصلاح والحوار، فضلاً عن التواصل مع كل المؤسسات الرسمية والمدنية والمناطق الراغبة فعلياً في الدخول في السلم والحوار. «داعش» في غضون ذلك، اندلعت معارك عنيفة أمس، بين «الكتيبة 166» التابعة لرئاسة الاركان الموالية لحكومة طرابلس، وبين مسلحي «داعش» المتمركزين في سرت (400 كلم شرق العاصمة طرابلس). وقال ل «الحياة» مفتاح مرزوق عضو مجلس حكماء سرت انه سمع دوي قصف عنيف وتحليق طائرات من دون ان يعرف المواقع التي تعرضت للقصف في المدينة، في حين أشار خالد أبو جازية الناطق باسم «الكتيبة 166» الى ان طائرات سلاح الجو التابع لرئاسة الاركان انطلقت من مصراتة لدعم الحرب ضد مسلحي «داعش» وأغارت على مواقعهم. وقال أحمد هدية الناطق باسم «فجر ليبيا» ان «المعارك ضد داعش مستمرة منذ يومين».