استؤنِفت الاشتباكات على محاور القتال بين الفرقاء الليبيين أمس، في شرق البلاد وغربها. وأفاد «الحياة» مصدر من «لواء المحجوب»، وهو أحد مكونات «درع الوسطى» المسلح في مدينة مصراته والمشارك ضمن قوات «فجر ليبيا»،أن «مدرج مطار الزنتان تعرّض لقصف جوي من طرف طائرة تابعة لفجر ليبيا، بهدف إعطابه، نظراً لاستخدامه من كتائب القعقاع والصواعق». في غضون ذلك، قال ناطق باسم معسكر «أم شويشة» ل «الحياة»، إن قوات «فجر ليبيا» تمكنت أمس من قطع طريق إمداد «جيش القبائل» بعيد السيطرة على منطقة تبة البراكة وخط الغاز الواصل بين حقول النفط في الجنوب الليبي ومجمع «مليتة» للنفط والغاز. وسيطر مقاتلو «فجر ليبيا» معسكر أم شويشة الأربعاء الماضي بعد دحر جيش القبائل إثر معركة بالأسلحة المختلفة استمرت لأكثر من 8 ساعات، اضطر على أثرها جيش القبائل إلى التقهقر إلى قاعدة الوطية». وأضاف الناطق العسكري أن «الاشتباكات بين قوات فجر ليبيا وقوات جيش القبائل كانت عنيفة، واستُخدمت فيها أنواع الأسلحة كافة، وتزامنت مع ضربات جوية، كما أن السيطرة على قاعدة الوطية أصبحت بحكم المنتهية ولم يبق إلا اتخاذ الترتيبات اللازمة لإحكام السيطرة على القاعدة وحمايتها بعد تمشيطها من فلول جيش القبائل». تجدر الإشارة إلى أن معسكر أم شويشة كان مستخدماً من سلاح «المقاومة الكيماوية» التابع لنظام القذافي، وعثرت قوات «فجر ليبيا» التي سيطرت عليه الأربعاء الماضي، على عتاد كُتب عليه: «صنع في إيران». وشهد محور سرت (200 كيلومتر شرق مصراتة) أمس، اشتباكات بين قوة «الكتيبة 166» المكلَّفة من المؤتمر الوطني المنتهية ولايته بحماية مدينة سرت وبين مسلحي تنظيم «داعش» الذين حاولوا الاستيلاء عليها في الأسابيع الماضية بعد سيطرتهم على مبانٍ ومرافق حكومية. وأدت الاشتباكات إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين وفق مصادر ب «الكتيبة 166» . في غضون ذلك، ساد بنغازي هدوء حذر أمس، بعد اشتباكات أول من أمس، في منطقتي الصايري وسوق وسط المدينة بين مسلحي «أنصار الشريعة» وقوات الجيش التابعة للفريق أول خليفة حفتر المعين من البرلمان «قائداً عاماً للجيش». إلى ذلك، تأجل استئناف الحوار في المغرب بين الفرقاء الليبيين إلى الخميس المقبل، نظراً إلى عدم حضور ممثلي البرلمان الذي يعقد جلساته في طبرق. وفي تصريحات ل «الحياة»، انتقد رئيس «تجمع حكماء ليبيا وأعيانها» علي بشير الشيباني، الذي بدأ إجراء اتصالات ومشاورات مع أعيان وحكماء من مختلف المدن والتجمعات القبلية الليبية لعقد حوار مصالحة وطنية داخل البلاد، طريقة وأسلوب مبعوث الأممالمتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون، واتهمه بقيادة دفة الحوار الليبي بطريقة ناعمة وبالتساهل مع بعض الأطراف «إلى درجة تميّع الحوار ولا تصل به إلى حلول حاسمة من أجل إنهاء الأزمة»، ما يشير إلى اتفاق الشيباني مع مَن يتهمون ليون بالاستجابة لمطالب الإسلاميين الذين يدفعون باتجاه «أسلمة» حكومة الوحدة الوطنية المقترح إنشاؤها.