مُنيت القوات النظامية السورية بنكسات إضافية أمس، في معاركها ضد مقاتلي المعارضة قرب دمشق وفي شمال غربي البلاد وأمام تنظيم «داعش» قرب تدمر وسط البلاد وفي حلب شمالها، في وقت بدأت محادثات روسية - أميركية في موسكو البحث عن حل سياسي للأزمة السورية. (للمزيد) واتهمت وزارة الخارجية السورية الأردن بتدريب «إرهابيين» على أرضه وتسهيل سيطرتهم على معابر حدودية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام والمسلّحين الموالين من طرف، والفصائل الإسلامية من طرف آخر، في محيط بلدة المقبلة ومنطقة المسطومة جنوب مدينة إدلب». وبثت شبكة «سمارت» المعارضة أن «جيش الفتح» سيطر على قرية المقبلة غرب معسكر المسطومة وعلى تلة المسطومة وبات على مشارف آخر معقل عسكري للنظام بعد سيطرة المعارضة على مدينتي إدلب وجسر الشغور ومعسكر معمل القرميد في ريف إدلب. في دمشق، أعلن «جيش الإسلام» بدء معركة تدمير الخطوط الأولية ل «اللواء 39» على أطراف الغوطة الشرقية، بين بلدة ميدعا وتل كردي. وأشار «مجلس قيادة الثورة» في ريف دمشق، إلى أن المعركة «بدأت بتسلل قوات المهمات الخاصة إلى أبنية ومتاريس قوات النظام والسيطرة عليها ثم تبعها قصف بالأسلحة الثقيلة». وتابع أن مقاتلي المعارضة نجحوا في «تحرير جامع العضم الذي يعتبر نقطة استراتيجية ويطل على كامل بلدة حوش الفارة، وتحرير نقطة السفير ونقطة البوايك والحاجز الثالث». على صعيد المعارك ضد «داعش»، أفاد «المرصد» بأن «56 من عناصر النظام والمسلحين الموالين تأكد مقتلهم خلال سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على حقلَيْ الأرك والهيل الواقعين بين مدينتي السخنة وتدمر» وسط البلاد. وأوضحت وكالة «مسار برس» المعارِضَة، أن «تنظيم الدولة يعمل لاستنزاف قوات الأسد داخل أحياء المدينة»، وأنه سيطر على «قرى السخنة والأرك والحفنة، وبئر الحفنة النفطي، ومنطقة العامرية ومحيط مدينة تدمر، إضافة إلى مبانٍ وأحياء شرق المدينة وشمالها». ولمعركة تدمر أهمية استراتيجية للتنظيم، إذ تمهّد له الطريق نحو البادية السورية المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية. كما أنها مهمة من الناحية الدعائية، كون المدينة محط أنظار عالمياً بسبب آثارها، ما دفع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) إلى طلب تحرُّك مجلس الأمن. سياسياً، بدأ المبعوث الأميركي إلى سورية دانيال روبنستين ومدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين محادثات في موسكو، وجرت الجولة الأولى خلف أبواب مغلقة. وفسّر مصدر ديبلوماسي إحاطتها بالتكتُّم ب «السعي إلى تقريب حقيقي للمواقف وليس إلى إطلاق بالونات إعلامية». ونقلت وكالة «تاس» الرسمية الروسية عن المصدر أن «الطرفين يعوِّلان على بحث معمّق ومفصّل أكثر لكل المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية للأزمة السورية». ورجّح مصدر تحدّث الى «الحياة» ألا يخرج اللقاء ببيان أو إعلان مشترك، مشيراً إلى «الطبيعة التشاورية للمحادثات». وأوضح أن الموقف الروسي ينطلق من ضرورة «الاستناد الى بيان جنيف1 في أي تسوية سياسية والعمل في شكل مشترك لدفع جهود الحوار السوري- السوري لوضع آليات وترتيبات المرحلة الانتقالية». ويُنتَظر أن يتوجه المبعوث الأميركي إلى تركيا والسعودية لمواصلة المحادثات. وأفادت الخارجية الأميركية بأنه سيتحدث خلال جولته عن ضرورة «انتقال سياسي ثابت في سورية على أساس اتفاقات جنيف، وكذلك عن استمرار التعاون مع قيادة المعارضة السورية المعتدلة».