اقترب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من مدينة تدمر الأثرية في سورية، حيث أعدم 26 شخصاً وقطع رؤوس عشرة منهم في الأحياء الشرقية للمدينة، في وقت ارتفع إلى 50 عدد القتلى نتيجة الغارات التي شنتها مقاتلات النظام ومروحياته على حلب. وقال مصدر روسي إن لقاءات روسية - أميركية ستجري في موسكو الإثنين المقبل لإجراء «محادثات معمقة وتفصيلية» للبحث في استئناف مفاوضات السلام وعقد «جنيف-3». (للمزيد). وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن آثار مدينة تدمر التاريخية باتت «مهددة من عناصر التنظيم الذين أصبحوا على بعد كيلومترين من المدينة» في محافظة حمص، بعدما تمكنوا من السيطرة على بلدة السخنة الواقعة على طريق سريع يربط محافظة دير الزور أحد معاقل «داعش» في شرق سورية بمدينة تدمر الخاضعة لسيطرة قوات النظام. وذكر «المرصد» لاحقاً أن الاشتباكات انتقلت الى «أطراف مدينة تدمر بعد سيطرة عناصر من التنظيم على مبان في الأحياء الواقعة عند الأطراف الشرقية للمدينة، إلا أن قوات النظام تمكنت من إخراجهم واستعادة السيطرة على هذه المباني»، ما أسفر عن مقتل «15 عنصراً على الأقل من داعش، الذي أعدم عناصره 26 شخصاً وفصلوا رؤوس عشرة منهم عن أجسادهم، في قرية العامرية ومدينة السخنة قرب تدمر». وسيطر «داعش» أول من امس على بلدة السخنة وقرية العامرية وموقع عسكري في محيط تدمر، حيث قتل 70 عنصراً من قوات النظام بينهم ستة ضباط، إضافة إلى 40 من تنظيم «الدولة». وتحدث «المرصد» عن نزوح عدد من العائلات باتجاه تدمر. وقال المدير العام للمتاحف والآثار مأمون عبد الكريم: «إنها اللحظة الأصعب بالنسبة إلي منذ أربعة أعوام. إذا دخل تنظيم داعش إلى تدمر فهذا يعني دمارها. إذا سقطت المدينة فستكون كارثة دولية». في حلب، أفاد «المرصد» بمقتل 39 مدنياً على الأقل بينهم 17 طفلاً وثلاث نساء نتيجة قصف طائرات حربية ومروحيات تابعة للنظام لمناطق في ريف حلب الجنوبي الأربعاء، فيما قدر نشطاء عدد القتلى ب47 مدنياً. كما وثق «المرصد» 12580 غارة نفذتها مقاتلات النظام ومروحياته منذ بداية 2015. واعلنت الشرطة البريطانية امس ان أكثر من 700 بريطاني سافروا إلى سورية للانضمام الى الارهابيين، وان أكثر من نصفهم عادوا. وقال مارك رولي كبير الضباط في وحدة مكافحة الإرهاب إن 338 شخصا اعتقلوا بسبب جرائم لها صلة بالإرهاب العام الماضي، وهو رقم قياسي يشكل زيادة بواقع الثلث على 2013. سياسياً، جدد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في دمشق، تأكيد دعم بلاده للنظام السوري «الثابت والدائم». وأكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف استعداد موسكو لاستضافة جولة جديدة من المشاورات بين الأطراف السورية للتحضير ل «جنيف3». وأعلن مصدر ديبلوماسي روسي أن مشاورات ثنائية ستعقد بين دبيلوماسيين روس وأميركيين حول الأزمة السورية في موسكو الإثنين المقبل. ونقلت وكالة «تاس» عن المصدر تأكيده أن الطرفين «يعولان على مناقشة المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية للأزمة السورية في شكل أكثر تفصيلاً وعمقاً». وينتظر أن يمثل الجانب الأميركي في المشاورات مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص بسورية دانيل روبينستاين. وكان الملف السوري إحدى القضايا التي طرحت في المحادثات التي أجراها قبل يومين وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الرئيس فلاديمير بوتين والوزير سيرغي لافروف في سوتشي، حيث ظل الخلاف بارزاً حول الموضوع السوري. وقال كيري خلال اللقاء مع بوتين إن واشنطن تعتبر أن التسوية السياسية ممكنة فقط بعد نقل السلطة سلمياً في سورية، بينما كرر لافروف تأكيد الموقف الروسي حول ضرورة دفع الأطراف السورية للتوصل إلى اتفاق عبر الحوار. وأشار كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف إلى أن الطرفين ينويان مواصلة الحوار حول الأزمة السورية في الأسابيع المقبلة.