واجه النظام السوري مزيداً من النكسات أمس في ريف حمص الشرقي إثر هجوم شنه تنظيم «داعش»، فيما بدأت فصائل معارضة معركة للسيطرة على معسكر المسطومة في ريف إدلب، في استكمال للهجوم الذي بدأه تحالف «جيش الفتح» قبل شهرين لإنهاء وجود النظام في هذه المحافظة الاستراتيجية قرب الحدود التركية في شمال غربي البلاد. وفي مقابل هذه النكسات، سارع النظام إلى الإعلان عن «مكاسب» حققها «حزب الله» ضد «جبهة النصرة» في جبال القلمون. واعترف التلفزيون الرسمي السوري بأن «المقاومة اللبنانية» ساعدت النظام في طرد المعارضة من القلمون. (للمزيد) وفي إشارة لافتة، وزعت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) صورة للرئيس بشار الأسد خلال استقباله رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي ظهر فيها مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك جالساً الى جانب الأسد، بعد ورود تقارير عن وضعه في الإقامة الجبرية للاشتباه في تحضيره انقلاباً بعد اعتراضه على تزايد نفوذ الإيرانيين في سورية. وتزامن ذلك مع تقرير بريطاني نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية وكشف عن أن محققين دوليين أنجزوا جمع أدلة كافية لتوجيه اتهامات إلى الأسد و24 من مسؤولي نظامه بتهمة ارتكاب جرائم حرب على خلفية قمع الاحتجاجات التي بدأت في آذار (مارس) 2011. وذكر التقرير بالإضافة إلى الأسد، اسم وزير الداخلية محمد الشعار ومحمد سعيد بخيتان المسؤول في حزب البعث الذي كان يرأس «خلية الأزمة» في الشهور الستة الأولى لبدء الثورة. ميدانياً، قال «حزب الله» اللبناني ووسائل إعلام سورية رسمية، إن قوات الحزب والجيش السوري حققت تقدماً كبيراً ضد قوات المعارضة في القلمون. وذكرت «رويترز» أن الجيش السوري ومقاتلي الحزب سيطروا على تلة موسى وهي أعلى قمة في القلمون. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن شدة قصف «حزب الله» أجبرت كثيرين من المسلحين على الانسحاب. وأوضح «المرصد» أن الاشتباكات التي استمرت أياماً أسفرت عن مقتل 18 عنصراً على الأقل من «حزب الله» وما لا يقل عن 31 عنصراً من «قوات الدفاع الوطني»، فيما قتل 36 مقاتلاً على الأقل من «جبهة النصرة» والفصائل الإسلامية. أما في ريف حمص الشرقي، فقد قال ناشطون معارضون إن تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطر على «مناطق واسعة» من مدينة السخنة ومحيطها فيما تستمر المعارك بين مقاتليه والجيش النظامي في محيط حواجز المخفر والثنية ونقطة الجبل قرب مدينة السخنة ومحيط فوج الهجانة وسكن الضباط شرق مدينة تدمر. وتحدث «المرصد» عن سقوط قرابة 50 قتيلاً و100 جريح من الطرفين في ريف حمص. أما وكالة «مسار برس» المعارضة فقد أشارت إلى أن تنظيم «داعش» أرسل رتلاً ضخماً قبل فجر الأربعاء من معقله في الرقة إلى ريف حمص للمشاركة في المعركة. أما في محافظة إدلب، فقد أشار ناشطون إلى بدء المعارضة معركة للسيطرة على معسكر المسطومة، بعدما سيطروا صباحاً على منطقة مصيبين الواقعة على طريق أريحا - المسطومة، جنوب مدينة إدلب.