أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، «أننا محتاجون بالفعل إلى عدل السلطات العسكرية والأمنية، والمعايير الواحدة في القضاء والإدارة والتنمية، لكننا محتاجون اليوم وغداً إلى التضامن والتكافل في ما بيننا وسد حاجات المعوزين والضائعين»، داعياً إلى «مساعدة أنفسنا لتأمن مجتمعاتنا، ونتمكن من الالتفات للإصلاح ورعاية الوسطية والاعتدال». وقال: «حال الفتيان المأزومين، والفتيان المشردين، وأهل المعتقلين والمسجونين بحق وبدون حق، تستصرخ القلوب والعقول»، مؤكداً انه «تنقصنا الإرادة والوحدة والقدرة على الاجتماع على القضايا الأساسية لبقاء الوطن ودولته». كلام دريان جاء خلال زيارته أمس، ضريح المفتي الشيخ حسن خالد لمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاغتياله، في حضور ممثل الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة النائب عمار حوري، رئيس «مؤسسات المفتي الشهيد حسن خالد» سعدالدين خالد وشخصيات سياسية وعسكرية وقضاة شرع وعائلة المفتي خالد. ونوّه دريان بمسيرة المفتي فيما «الوطن والدولة ليسا بخير». وقال: «قبل عام خلا كرسي الرئاسة، وما استطاع السياسيون التَّوافق على انتخاب رئيس. ولا يمكن للدولة أن تبقى وتستمر وتستقر من دون رئيس، وبمجلس نيابي معطَّل، وحكومة لا تجتمع إلا بحسب التساهيل». وعبّر عن «خوف سائر المواطنين على وطنهم ودولتهم، في حين يغرق لبنان بتفكك المؤسسات، والمسارعة إلى استيراد الحروب والنازحين معاً». وسأل: «أين المسؤولية؟ أين الحركة المسؤولة من أجل لبنان؟». وشدد على أنه «لا يجب أن تمر ذكرى استشهاد المفتي الذي اغتالته يد الغدر والظلم عام 1989 من دون عبرة وعظة، فالعبرة هي أن الصمود أمام المشاق والصعاب يؤتي الأجر مرتين، مرة في الفوز بالشهادة، ومرة في فوز القضية التي قتل المجرمون الشهيد للحيلولة دون إحقاقها»، مؤكداً أن «قضية حسن خالد فازت وهي بقاء لبنان حراً سيداً مستقلاً، عربي الانتماء والهوية». ولفت دريان إلى حاجة «شبابنا وسياسيينا إلى الشخصيات الوطنية الجامعة التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار». وأشار إلى أن «الفقر هو الشقيق الحميم للتطرّف فما عاد من الممكن أن تبقى حال طرابلس على ما هي عليه، لأنها الأكثر بروزاً»، مشدداً على «ضرورة التبرعات». وسأل: «ماذا أقول على سبيل المثال عن عرسال، بعد أن عادت التهديدات لأهلها، وتفاقمت حاجاتها، وقيل إنها ينبغي أن تُغزى على رغم وجود آلاف عناصر الجيش اللبناني فيها ومن حولها من أجل الحماية والتأمين؟». وقال: «المسألة الأمنية هي الدولة وشغلها، وقامت ببعض ما عليها، وكانت هناك توترات ينبغي الإصغاء لأناتها أو يعود الوضع إلى التفاقم». وتحدّث نجل المفتي، سعدالدين عن مآثر والده، الذي كان «رجل الاعتدال في زمن الفوضى والتطرف ورفض السلاح وتقاتُل أبناء البلد الواحد وحمل لواء العيش المشترك وإلغاء الطائفية السياسية»، متمنياً «للمفتي دريان متابعة مسيرة دار الفتوى الإسلامية والوطنية الحاضرة بالتوفيق».