أعلن الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي أمس، أنهما يسعيان الى تعزيز التعاون الاستخباراتي، لمواجهة «عدوانية» روسيا والتهديد الجهادي، فيما طلبت دول البلطيق الثلاث من الحلف نشر قوات دائمة على أراضيها، لمواجهة النشاط العسكري المتزايد لموسكو. في غضون ذلك، أعلن مكتب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، أن الأخير عيّن السيناتور الأميركي جون ماكين، الذي يضغط على واشنطن لتزويد كييف أسلحة فتاكة، مستشاراً له. واعتبر ماكين أن تولّيه المنصب سيكون «شرفاً عظيماً» له، مستدركاً أن عليه نيل موافقة مجلس الشيوخ. وتابع: «سأقف دوماً الى جانب أوكرانيا حرة». وسيصبح ماكين عضواً في مجلس استشاري يسعى الغرب وسلطات كييف الى تشكيله، لمساعدة أوكرانيا على تطبيق إصلاحات وبناء دعم دولي لها. في تركيا، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن دول الاتحاد «محاطة بتحديات توحّد بيننا»، مضيفة: «طبيعتنا مختلفة، لكننا نتقاسم القيم ذاتها. سنبحث مختلف الأزمات المحيطة بنا. في الشرق، هناك الوضع في أوكرانيا والتوتر مع روسيا، وهناك أيضاً الجنوب». موغيريني التي شاركت في اجتماع لوزراء خارجية «الأطلسي» في تركيا، تابعت: «ما هو في غاية الأهمية في نظرنا، هو حصول تنسيق قوي على مختلف المستويات، لا سيّما في ما يتعلق بتقاسم المعلومات حول الأخطار الجديدة التي نواجهها. إننا مختلفون، لكن يمكننا أن نكمل بعضنا في بعض الحالات والمجالات والتحركات». أما الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، فتحدث عن «روسيا أكثر عدوانية في الشرق، اذ استخدمت القوة لتغيير حدود وترهيب جيران». وأضاف: «في الجنوب، بلغت الاضطرابات والتطرف مستويات تُعتبر سابقة في الزمن المعاصر». وعرض حلولاً قدّمها «الأطلسي» لتحسين «دفاعه الجماعي»، من خلال تعزيز وجوده شرقاً وتشكيل وحدات تحرّك سريع تبدأ العمل منذ عام 2016، يمكن نشر بعضها خلال 48 ساعة في حال اندلاع أزمة، علماً أن هناك 22 دولة تنتمي الى «الأطلسي» والاتحاد الأوروبي في آنٍ. وقال ستولتنبرغ: «نعمل على تحسين قدرتنا على الرد وإحباط التهديدات الهجينة». الى ذلك، أعلن الجيش الليتواني أن دول البلطيق الثلاث، ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، ستطلب وجوداً دائماً لقوات «الأطلسي» على أراضيها، لمواجهة النشاط العسكري الروسي المتزايد جواً وبحراً، على خلفية النزاع في أوكرانيا. وقال ناطق باسم الجيش: «نظراً الى الوضع الأمني في المنطقة، وبوصفه إجراءً رادعاً، سيطلب رؤساء أركان الجيوش في دول البلطيق في شكل رسمي، من القيادة العليا للحلف الأطلسي في أوروبا، نشر وحدة تابعة لها بحجم لواء في شكل دائم في دول البلطيق». وأضاف: «نبحث عن وحدة عسكرية بحجم لواء، بحيث تصبح لكل دولة في البلطيق كتيبة عسكرية». ويتراوح حجم اللواء في «الأطلسي» بين 3 - 5 آلاف جندي. وأشار الى أن دول البلطيق كانت تبحث عن «قوات أطلسية دائمة بالتناوب». وأكدت وزارة الدفاع في لاتفيا الخطوة، متحدثة عن «إرسال طلب مشترك الأسبوع المقبل» في هذا الصدد. واعتبرت أن «وجود قوات الحلفاء شرط أساسي لأمن لاتفيا، في وقت لا تغيّر روسيا سياساتها إزاء النزاع الأوكراني، وفي الوقت ذاته تظهر بكل قواها، وجودها العسكري وإمكاناتها في منطقة بحر البلطيق». وكانت دول البلطيق والشمال الأوروبي أشارت الى زيادة طفيفة في النشاط العسكري الروسي في المنطقة خلال العام الماضي، وتحليق مقاتلات روسية مع إطفاء أجهزة التردد، ما يعرّض الطيران المدني لخطر. كما اتهمت ليتوانيا الشهر الماضي، سفناً حربية روسية بتعطيل العمل على الربط الكهربائي تحت الماء مع السويد. ومنذ العام الماضي، نشرت الولاياتالمتحدة حوالى 600 جندي في دول البلطيق وبولندا على أساس التناوب. وتخشى هذه الدول التي تضمّ أقليات روسية، أن تتعرّض لضغط من موسكو بعد التمرّد الانفصالي الموالي لها في شرق أوكرانيا، وإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي أن من واجبه حماية الناطقين بالروسية في دول الاتحاد السوفياتي.