مُني النظام السوري بسلسلة من النكسات العسكرية جراء سيطرة مقاتلي «الجيش الحر» على معبر نصيب جنوب البلاج، آخر معبر حدودي مع الأردن، بعد أيام على تلقيه ضربة كبيرة بسيطرة تحالف معارض على إدلب في شمال غربي البلاد. وبدأت الفصائل المعارضة تشكيل مجلس محلي في المدينة بالتزامن مع استمرار هجومها للسيطرة على معقل عسكري للنظام في ريف إدلب. (للمزيد). وشنت مقاتلات النظام أمس غارات عدة على ريف درعا جنوب البلاد على معبر نصيب بعد سيطرة مقاتلي المعارضة عليه. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «قوات النظام خسرت آخر تواجد لها في معبر رسمي مع الأردن»، موضحاً أن «المثلث الواصل بين معبر نصيب الحدودي وصولاً إلى الحدود مع الجولان السوري المحتل والحدود الأردنية، لم يعد فيه تواجد لقوات النظام»، لكنها «لا تزال تتواجد في أربعة مراكز عسكرية شرق معبر نصيب وصولاً إلى الحدود الإدارية مع محافظة السويداء» ذات الغالبية الدرزية. وفي دمشق، منيت قوات النظام بضربة معنوية لدى اقتراب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من العاصمة، بعد اقتحامه أحياء في مخيم اليرموك المحاصر، ما أدى الى اندلاع مواجهات ومعارك كر وفر مع «أكناف بيت المقدس» المقربة من حركة «حماس». وفي شمال غربي البلاد، واصل مقاتلو «جيش الفتح»، الذين كانوا سيطروا على مدينة إدلب، تقدمهم الى «معسكر الطلائع» في بلدة المسطومة بين إدلب وأريحا. وقال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة دارت في محيط معسكر المسطومة جنوب مدينة إدلب، في محاولة من مقاتلي الفصائل السيطرة عليه، وسط قصف من المقاتلين بعشرات القذائف على منطقة المعسكر»، فيما أشار ناشطون معارضون الى بدء حملة قصف وتدمير أربع دبابات للنظام. وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية نوا بونسي، إن هذا يدل إلى أن «عديد الجيش (النظامي) الذي يقاتل في أربع جهات من البلاد قد استنزف، ما جعل إحرازه تقدماً خارج معاقله أكثر صعوبة»، وتحديداً خارج محافظتي دمشق وحمص (وسط). وأضاف: «بات النظام أكثر فأكثر اعتماداً على حزب الله والمقاتلين الشيعة» القادمين من العراق أو أفغانستان، إلا أن حزب الله وإيران لا ينويان القتال في مناطق كإدلب». وكانت شبكة «سراج برس» أفادت بأن غرفة عمليات «جيش الفتح» أعلنت أمس «تشكيل اللجنة الأمنية في إدلب، وفق مشاركة الفصائل الثورية في المعارك». وأفاد بيان بأن اللجنة قررت نشر دوريات وحواجز مشتركة في ثانية المدن السورية التي تخرج عن سيطرة النظام بعد الرقة معقل «داعش» شرق البلاد.