حقق تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) تقدماً كبيراً أمس في ريف حمص الشرقي بوسط سورية، ما استدعى قيام طائرات النظام بشن غارات جوية مكثفة لوقف تقدم مسلحي التنظيم، في وقت بدأ مقاتلو المعارضة المنضوون تحت راية «جيش الفتح» معركة حاسمة للسيطرة على معسكر المسطومة الضخم لقوات النظام في ريف محافظة إدلب بشمال غربي البلاد حيث تستمر أيضاً المعارك حول مستشفى جسر الشغور حيث تحاصر المعارضة ما لا يقل عن 250 من ضباط الجيش النظامي وجنوده. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن «تنظيم «الدولة الإسلامية» تمكن من التقدم في مدينة السخنة والسيطرة على مناطق واسعة من البلدة ومحيطها» في ريف حمص، فيما تستمر «الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، في محيط حواجز المخفر والثنية ونقطة الجبل قرب مدينة السخنة ومحيط فوج الهجانة وسكن الضباط بشرق تدمر ونقاط في غربها بريف حمص الشرقي». وأشار إلى تنفيذ الطيران الحربي غارات على مناطق الاشتباك، في مسعى لوقف تقدم مقاتلي «الدولة»، كما شنت طائرات النظام العديد من الغارات على محيط منطقتي جزل وشاعر بريف حمص الشرقي حيث تدور «اشتباكات» عنيفة بين قوات النظام وعناصر تنظيم «الدولة». وأوضح «المرصد» أن الاشتباكات في ريف السخنة ومحيط شاعر وجزل أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 28 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وما لا يقل عن 20 عنصراً من تنظيم «الدولة»، إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 100 عنصر من الطرفين. كما خاض مقاتلو تنظيم «الدولة» أيضاً اشتباكات مع مقاتلي فصائل المعارضة في منطقتي الزعفرانة والمكرمية بريف حمص الشمالي، حيث أشار «المرصد» إلى مقتل 8 مسلحين موالين لتنظيم «الدولة» إثر هجوم شنه «مقاتلون من فصائل إسلامية». أما وكالة «مسار برس» المعارضة فذكرت في تقرير من الرقة «أن تنظيم الدولة (الإسلامية) أرسل رتلاً عسكرياً ضخماً مؤلفاً من أكثر من 23 سيارة، ومحملاً بالمعدات الثقيلة، من مدينة الرقة إلى ريف حمص للمشاركة في المعارك الدائرة هناك مع قوات الأسد». وتابعت أن «إرسال الرتل جرى قبل فجر اليوم الأربعاء (أمس)، في الوقت الذي لوحظ فيه أن تنظيم الدولة بات أكثر تخوفاً من تصاعد غارات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة بعدما غيّر الأخير (التحالف) استراتيجيته في قصف التنظيم وحصر تنفيذ الغارات في الطائرات من دون طيار والتي تقوم بمراقبة أجواء الرقة على مدار الساعة». ولفتت الوكالة إلى أن طائرات التحالف كانت قد استهدفت الثلثاء سيارة تابعة لتنظيم «الدولة» قرب مزرعة حطين غرب مدينة الرقة، ما أدى إلى مقتل 4 من عناصره، في حين قُتل 3 عناصر من التنظيم جراء غارتين شنهما طيران التحالف أول من أمس على محيط مدينة تل أبيض شمال الرقة. وفي محافظة حماة (وسط سورية)، ذكر «المرصد» أن الطيران المروحي للنظام ألقى براميل متفجرة عدة على مناطق في قرية قسطون بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. أما في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، فقد أشار «المرصد» إلى استمرار «الاشتباكات العنيفة في محيط جبل الأربعين ومنطقة مصيبين على طريق أريحا - المسطومة، جنوب مدينة إدلب، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في حين نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في قرية بشلامون بريف جسر الشغور، ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في القرية، ما أدى إلى سقوط جرحى وأضرار مادية في المنطقة». وتسعى قوات النظام إلى التقدم صوب مدينة جسر الشغور لفك الحصار عن ما لا يقل عن 250 من الضباط والجنود المحاصرين في مستشفى المدينة منذ سقوطها في أيدي المعارضة أواخر الشهر الماضي. من جهتها، أوردت وكالة «مسار برس» أن مقاتلي المعارضة سيطروا صباح أمس على قرية مصيبين الواقعة على طريق سراقب - أريحا بعدما استولوا على الحواجز الأربعة الرئيسية الكائنة فيها وهي حواجز المدرسة ومعربليت وبيوت عبد الحي والمنشرة. وأضافت أنه «لم يعد يفصل بين الثوار ومدينة أريحا سوى حاجز الجومة في شمال المدينة». ونقلت الوكالة عن القائد الميداني في «حركة أحرار الشام الإسلامية» سعود أبو مازن إن «النفق الذي حفره الثوار تحت حاجز الفنار في جبل الأربعين المطل على قرية مصيبين التي تم السيطرة عليها، قد بدأ العمل فيه منذ 11 شهراً، حيث تناوب على الحفر 150 عاملاً، وحفر النفق بعمق 25 متراً». وأضاف انه «تم تفجير النفق باستخدام 3 أطنان من مادة «تي أن تي»، وبعد العملية بقي حوالى 30 عنصراً من قوات الأسد أحياء، فهربوا بين الصخور إلى حاجز السعودي جنوب حاجز الفنار، وما زالت الاشتباكات مستمرة بين الثوار وقوات الأسد في المنطقة». وفي محافظة السويداء بجنوب البلاد، قصف الطيران الحربي منطقة رجم الدولة ومحيطها في ريف السويداء الشمالي الشرقي، في حين قصفت مدفعية النظام منطقة اشيهب الشمالي واشيهب الجنوبي وتلول الفديين بريف المحافظة، على ما ذكر تقرير ل «المرصد». ودارت في الأيام الماضية اشتباكات بين قوات الدفاع الوطني من طرف، ومسلحين يعتقد بأنهم من تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في محيط قرية لاهثة بريف السويداء، بحسب «المرصد». وفي محافظة درعا المجاورة، ذكر «المرصد» أن قوات النظام قصفت مناطق في محيط معبر نصيب الحدودي مع الأردن، ولم ترد أنباء عن إصابات، في حين اختطف مسلحون مجهولون قيادياً في «جيش اليرموك» من بلدة نصيب. وكان «المرصد» نشر أول من أمس بياناً أصدره «لواء شهداء اليرموك» جاء فيه أن قائد اللواء الملقب ب «الخال» قرر «وكبادرة حسن نية تجاه نوى خاصةً وحوران عامةً وحقناً للدماء» إطلاق الأسرى الموجودين لديه «من دون قيد أو شرط». ومنذ أيام يخوض «لواء شهداء اليرموك» الذي تردد أنه «بايع تنظيم الدولة الإسلامية»، معارك ضد فصائل معارضة على رأسها «جبهة النصرة» في جنوب سورية. وتمكن «لواء اليرموك» في بداية المعركة ضد «النصرة» في بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا من اعتقال مجموعة مسلحة من أبناء مدينة نوى جاؤوا لمؤازرة «النصرة».