تقدم مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في مدينة أعزاز في ريف حلب قرب حدود تركيا بعدما سيطروا على مواقع تابعة لفصيل تابع ل «الجيش الحر»، في وقت قصف الطيران الحربي أحياء في دمشق بعد صد «الجيش الحر» محاولة اقتحام قامت بها قوات النظام أول من أمس. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «تجددت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي الدولة الإسلامية ومقاتلي لواء عاصفة الشمال في ريف مدينة أعزاز، مع ورود أنباء عن تقدم لمقاتلي دولة الإسلام في العراق والشام باتجاه حواجز ومقرات لواء عاصفة الشمال قرب معبر باب السلامة الحدودي وقرى في ريف المدينة التي تشهد بعضها حركة نزوح». من جهته، قال «لواء عاصفة الشمال» في بيان على صفحته في «فايسبوك» إن «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وداعش بعد محاولة الأخير السيطرة على الطرق الحيوية المحيطة والطريق المؤدي لمعبر باب السلامة في مدينة أعزاز»، مشيراً إلى قيام مقاتلي «داعش» باعتقال مدنيين وعائلاتهم. وأضاف أن «الجيش الحر قام بقتل العديد من مأجوري داعش». وسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على بلدة أعزاز الحدودية الشهر الماضي وطرد جماعة معارضة منافسة ما دفع تركيا لإغلاق المعبر الحدودي الواقع على بعد نحو خمسة كيلومترات. ثم تم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين برعاية «لواء التوحيد» أكبر قوة مقاتلة ضد النظام في محافظة حلب، إلا أن مقاتلي «لواء عاصفة الشمال» لم ينسحبوا من المدينة، وإن كانوا سحبوا كل المظاهر المسلحة بعد دخول المقاتلين الجهاديين. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن الاشتباكات تجددت مساء أول من أمس بين الطرفين بعد هدوء استمر أكثر من أسبوعين، مشيراً إلى أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» يهاجمون حواجز ومقار «لواء عاصفة الشمال» الذي «انسحب من بعض مواقع التي لا يملك مقومات الصمود فيها قبل وصول» المقاتلين الجهاديين إليها. وشن الطيران الحربي غارة جوية على مطار منغ العسكري في ريف حلب الذي يسيطر عليه مقاتلو «الدولة الإسلامية» وكتائب مقاتلة أخرى، في حين فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في بلدتي خان العسل وكفرناها في ريف حلب. وقال «المرصد» إن مقاتلي «الدولة الإسلامية» هاجموا حاجزاً في قسطل جندو في ريف مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية. وتابع «المرصد» أن القوات النظامية تقدمت في بلدة خناصر الواقعة في الريف الجنوبي عقب اشتباكات مع مقاتلي المعارضة مع توافر معلومات عن سيطرتها على أجزاء من البلدة «في محاولة لتأمين خطوط إمداد بين مدينة حلب ومؤسسة معامل الدفاع في مدينة السفيرة»، بعد سيطرة المعارضة على خناصر قبل أسابيع. وفي شمال غربي البلاد، قُتل أربعة مقاتلين من الكتائب المقاتلة في اشتباكات مع القوات النظامية في منطقة جبل الأربعين قرب مدينة أريحا في إدلب. وأفاد «المرصد» عن قصف من القوات النظامية على مناطق في أحياء برزة شمال دمشق والقابون في شمالها الشرقي وفي جوبر شرق العاصمة والتضامن ومخيم اليرموك في جنوبها. ويسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من هذه الأحياء الواقعة عند أطراف العاصمة. وجددت قوات النظام محاولتها السيطرة على برزة البلد، ذلك بعدما صد مقاتلو «الجيش الحر» محاولة اقتحام قامت بها القوات النظامية أسفرت عن مقتل 40 جندياً نظامياً وتدمير عربات ثقيلة. وقال «المرصد»: «تعرضت بعد منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء مناطق في مخيم اليرموك لقصف من قبل القوات النظامية». وفي جنوب سورية، نفذ الطيران الحربي غارتين جويتين على معبر الجمرك القديم في درعا الذي استولى عليه مقاتلو المعارضة قبل أيام، بحسب «المرصد». وبات المقاتلون نتيجة ذلك يسيطرون على شريط طويل على الحدود الأردنية يمتد من درعا البلد إلى الحدود مع هضبة الجولان. كما أفيد عن غارات للطيران الحربي والمروحي السوري على مناطق أخرى في محافظتي حماة وحمص في وسط البلاد.