قالت مصادر مطلعة ل «الحياة» أمس إن اتصالات تجرى بين الحكومة المصرية وقياديين في المعارضة السورية لترتيب عقد مؤتمر عام للمعارضة بمشاركة حوالى 150 سورياً بين 25 و30 الشهر الجاري بعدما وضعت لجنة تحضيرية معايير استبعدت دعوة الإدارات الذاتية الكردية ومعارضين «لم يقطعوا مع النظام السوري»، في وقت تأكدت مقاطعة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مشاورات المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لأسباب عدة بينها دعوة إيران. وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض إن لقاء تحضيرياً عقد في الإمارات قبل مؤتمر القاهرة الذي سيضم «قوى وشخصيات معارضة بهدف مناقشة وإقرار ميثاق وطني لسورية، وخريطة طريق لتنفيذ بيان جنيف1 وتكوين معارضة مقنعة وذات مصداقية تمثلها لجنة سياسية تعمل على تنفيذ مخرجات المؤتمر مع القوى الفاعلة في الداخل السوري ومع القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الأزمة السورية، مع التأكيد أن المؤتمر هو مرحلة في سبيل الوصول إلى مؤتمر لكل المعارضة». ووضع اللقاء معايير للذين سيدعون إلى مؤتمر القاهرة بينها «الالتزام بهدف الثورة في الحرية والكرامة وممارستها في دولة المواطنة، والالتزام بالعملية السياسية لتحقيق هدف الثورة والالتزام بالنقاط العشر التي صدرت عن لقاء القاهرة وأن يكون قاطعاً مع النظام الحاكم في دمشق، أي أن لا يكون للمكون المعارض ممثلون في مجلس الشعب أو في الحكومة السورية، وأن تنسجم أقواله مع سلوكه». وأوضحت المصادر أن هذه المعايير «تستبعد دعوة جبهة التغيير والتحرير التي يرأسها قدري جميل الذي كان عضواً في لجنة الدستور التي أعادت إنتاج الدولة الحالية ومن ثم أصبح عضواً في الحكومة وجماعة قرطبة الذين ينفذون أجندة تعميق جذور الطائفية في المجتمع السوري وعقدهم لقاءات ومؤتمرات على أساس طائفي في إسبانيا»، إضافة إلى «عدم اعتبار الإدارة الذاتية مكوناً معارضاً بل هو تكوين إداري، بالتالي لا يمكن دعوة أي مكون أو شخصية باسم هذه الإدارة». وشددت اللجنة على أهمية انعقاد مؤتمر المعارضة في القاهرة نظراً لأهمية مصر «كون الأكثرية من مكونات الشعب في سورية تقبل بدور مصري في حل الأزمة السورية وضرورة عودة جمهورية مصر لتأخذ دورها في حماية الأمن القومي العربي». إلى ذلك، قال نائب رئيس «الائتلاف هشام مروة» لوكالة «فرانس برس»: «كنا ننتظر أن يدعونا دي ميستورا إلى مفاوضات وإذ به يدعونا إلى مشاورات عديمة الأهمية، في وقت تحقق المعارضة السورية انتصارات ميدانية هامة». وأضاف: «دعوة إيران للمشاركة وترت الوضع أكثر وهي مشكلتنا الأساسية مع دي ميستورا». وبدأ دي ميستورا الثلثاء الماضي محادثات واسعة في جنيف مع عدد من الأطراف الإقليميين والمحليين في النزاع السوري بينهم إيران. والتقى السفير السوري لدى الأممالمتحدة حسام الدين آلا. ويلقى أداء دي ميستورا انتقادات من جانب «الائتلاف»، لا سيما «بعد دعوته أربعين جهة من معارضين وفنانين ومنظمات مجتمع مدني ومراكز أبحاث للمشاركة في مشاورات جنيف»، وفق مروة. وأضاف: «بات واضحاً بالنسبة إلينا أن أداءه غير مريح وأنه لا يتعامل مع الائتلاف أو المعارضة بطريقة تؤكد جديته في البحث عن حل في حين أن مبادئ جنيف 1 واضحة جداً». وقرر «الائتلاف» خلال اجتماع عقدته هيئته العامة في اليومين الأخيرين في ضوء المعطيات الراهنة وفق مروة، «التحفظ على مشاركة رئيسه ووفد موسع منه في مشاورات جنيف كما كان مقرراً في وقت سابق (...). كما كلف رئيس اللجنة القانونية هيثم المالح التوجه إلى جنيف لتسليم رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ودي ميستورا». وقال مروة: «تتضمن الرسالة رؤيتنا للحل السياسي وفي الوقت ذاته ملاحظاتنا على أداء دي ميستورا مع عرض للجهود التي بذلها من سبقه في هذا المنصب». في جنيف، قال دي ميستورا في بيان صادر عن مكتبه أنه «اتخذ علماً بالقرارات التي اتخذها الائتلاف وهو يتطلع إلى وصول مبعوث المعارضة إلى جنيف». وأعرب عن رغبته الحقيقية في الاطلاع على وجهات نظر «الائتلاف»، مضيفاً: «هذا هو الغرض الأساسي من هذه المشاورات».