قرر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عدم المشاركة في مشاورات جنيف التي دعا إليها الموفد الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا بوصفها «مشاورات عديمة الأهمية»، وفق ما أعلن قيادي معارض في الائتلاف أمس. وقال نائب رئيس الائتلاف هشام مروة «كنا ننتظر أن يدعونا دي ميستورا إلى مفاوضات وإذ به يدعونا إلى مشاورات عديمة الأهمية، في وقت تحقق المعارضة السورية انتصارات ميدانية مهمة». وأضاف «دعوة إيران للمشاركة وترت الوضع أكثر وهي مشكلتنا الأساسية مع دي ميستورا». ويلقى أداء دي ميستورا انتقادات من جانب الائتلاف، لا سيما «بعد دعوته أربعين جهة من معارضين وفنانين ومنظمات مجتمع مدني ومراكز أبحاث للمشاركة في مشاورات جنيف»، وفق مروة. وأضاف «بات واضحا بالنسبة إلينا أن أداءه غير مريح وأنه لا يتعامل مع الائتلاف أو المعارضة بطريقة تؤكد جديته في البحث عن حل في حين أن مبادئ جنيف 1 واضحة جدا». وفي سياق متصل عقد رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة مؤتمراً صحفياً في إسطنبول أمس بمشاركة رئيس تيار بناء الدولة لؤي حسين، وأعلن خوجة فيه عن التوافق على الرؤية السياسية المشتركة للحل السياسي في سوريا، وذلك ضمن اللقاءات التي يجريها الائتلاف مع أطياف وتشكيلات المعارضة السورية. وأكد البيان المشترك للمؤتمر الصحفي أن الثورة السورية تقف مع الأمن والاستقرار وسيادة القانون ونبذ العنف وتحقيق السلم الأهلي، وأنها تهدف إلى إقامة نظام دستوري، يحترم إرادة الشعب، ويلتزم حقوق الإنسان في بناء دولة حديثة عادلة وعصرية، تقوم على قاعدة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات دون أي تمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو الطائفة، وترفض تماماً وكلياً أي امتياز أو عقوبة تقوم على هذا الأساس. إنها الأمل ومحط الرجاء لتصبح سوريا كما كانت دائماً وطناً حراً لكل أبنائها. كما أكد البيان على أنه وبينما نظام الأسد «يدمر المدن بالمدفعية والطائرات ويقتل السوريين بالسلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة، فإنه يوهم الناس في الداخل والخارج بأن البديل عن إجرامه وتسلطه هو الفوضى والتطرف والإرهاب»، بينما الحقيقة أن هذا النظام هو من «يجسد الإجرام والخراب وهو من استدعى التطرف والإرهاب، وأسس لعدم الاستقرار والفوضى في سوريا». وشدد البيان على «ألا حل سياسياً ينقذ سوريا مما هي فيه إلا برحيل الأسد وزمرته، وألا يكون له أي دور في مستقبل سوريا». وأن «الحوار الوطني الشامل بين السوريين هو المدخل لاجتراح الحلول المقبولة، التي تنهي معاناة الشعب، وتوفر الأمن والاستقرار للبلاد». واعتبر البيان أن «تأسيس جيش وطني للثورة السورية أصبح أمراً ملحاً لمواجهة استحقاقات المستقبل بعد أن تهتك جيش النظام وبانت بداية نهايته. إن الانتصار الحقيقي للثورة سيتوج بولادة جيش سوريا الجديدة الذي يتولى الدفاع عن الوطن والشعب وحماية السيادة والاستقلال، وتوفير الأمن والاستقرار لجميع المواطنين في جميع المناطق. وتأتي خطوات التوحيد بين فصائل الثورة المقاتلة على الأرض لتكون اللبنة الأولى في بناء هذا الجيش، حيث يكون الثوار وضباط الجيش الحر والسوريون الأحرار في كل مكان عموده الفقري». كما اعتبر البيان أن «وثيقة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» وثيقة المبادئ الأساسية» حول التسوية السياسية في سوريا، الصادرة في 14 / 1 / 2015 وثيقة وطنية جامعة للمعارضة السورية، تلتزم بها ونتعهد بالحرص على تنفيذها.