تشكو مصادر عشائرية محلية من تعدد الجهات المسلحة المناهضة لتنظيم «داعش» في الأنبار، نظراً إلى أن «الصحوات القديمة» و «الصحوات الجديدة» و «فصائل مسلحة معتدلة» تعمل من دون تخطيط مع بعضها. وأضافت المصادر أن عشائر الحدود نجحت في اختراق «داعش». وتتواصل عمليات الكر والفر في الرمادي مركز الأنبار، فيما حقق الجيش أمس تقدماً في ناحية «الكرمة» شمال الفلوجة. ومن جانبه شن «داعش» هجوماً مضاداً على قطعات الجيش وفصائل من «الحشد الشعبي» جنوب الفلوجة عند منطقة الهياكل. وقال محمود الكربولي، أحد شيوخ عشائر الأنبار ل «الحياة» إن تعدد الجهات المسلحة المناهضة ل «داعش» في الأنبار وغياب التنسيق في ما بينها وعدم ثقة الحكومة بها هو ما يؤخر هزيمة التنظيم. وأضاف أن قوات الصحوة القديمة التي تشكلت عام 2006 ما زال عدد من مقاتليها منظمين ويعلمون بشكل سري ضد تنظيم «داعش»، كما هناك قوات الصحوة الجديدة التي تشكلت عام 2011 وهي ترفض التعامل مع قوات الصحوة القديمة. ولفت الكربولي، الذي كان أحد قادة قوات «الصحوة» في قضاء «القائم» غرب الأنبار ويتواجد حالياً في قضاء «حديثة»، إلى أن عناصر من الفصائل المسلحة المعتدلة في الأنبار تقوم بمهمات قتالية وأخرى استخباراتية ضد «داعش». وزاد أن هذه الجهات المسلحة تعمل من دون تنسيق مع بعضها لغياب الثقة، كما أن عدم اعتراف الحكومة بهذه الجهات ودورها يؤخر هزيمة «داعش» في الأنبار بشكل كبير. وأشار إلى أن حملات الإعدام الذي نفذها التنظيم المتطرف بحق العشرات من مقاتلي الأنبار بعد اكتشاف نشاطهم ضده لم تشفع لهم عند الحكومة، خصوصاً ما ينفذه «داعش» من عمليات اعدام في قضاء القائم وبلدات الرمانة والعبيدي. وأكد الشيخ كامل المحمدي أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة» أن عدداً من أبناء عشائر الحدود ومقاتلين من الفصائل المسلحة نجحوا في اختراق تنظيم «داعش» بينما فشلت أجهزة استخبارات عالمية في ذلك. وأشار إلى أن هذه الاختراقات ساعدت في إفشال خطط عديدة ل «داعش» للهجوم على المدن والبلدات، كما اربكت الوضع الداخلي للتنظيم، وأوجدت حالة توجس بين عناصره وهو ما أدى إلى عمليات إعدام داخلية شملت قيادات في التنظيم. ميدانياً، أبلغ ضابط كبير في قيادة عمليات الأنبار «الحياة» أمس أن قوات الجيش و «الحشد الشعبي» حققت تقدماً مهماً في ناحية الكرمة شمال الفلوجة، وأشار إلى أن «القوات الأمنية تبعد بضع كيلومترات عن مركز الناحية». وأشار إلى أن «معلومات استخباراتية أكدت هروب المسلحين من الناحية فيما تتقدم القوات الأمنية بحذر بسبب المكامن المزروعة على الطرق والبساتين». وأشار إلى أن معارك جرت أمس في الكرمة أدت إلى مقتل واصابة العشرات من عناصر «داعش». وأضاف الضابط نفسه أن «داعش» حاول فك الخناق المفروض عليه في الكرمة وشن أمس هجوماً على ثكنات الجيش جنوب الفلوجة، وجرت اشتباكات في منطقة الهياكل تمكّنت القوات الأمنية من صدها.