علمت «الحياة» أن المفاوضات بين الحكومة العراقية وعدد من شيوخ عشائر الأنبار جمدت بسبب رفض الحكومة سحب الجيش من المحافظة. وشنت قوات الجيش فجر امس، هجمات على مداخل الفلوجة، وقصفت وسط المدينة بشكل مكثف، كما حاولت اقتحامها من منفذها الغربي ولكنها لم تنجح في ذلك، فيما أعلنت الفصائل المسلحة النفير العام. وقال مصدر عشائري مطلع على سير بين الحكومة وممثلي العشائر في الأنبار ل «الحياة»، إن «المفاوضات جمدت، وربما ستنهار بشكل كامل خلال أيام بسبب الخطوة الاستفزازية التي اتخذتها الحكومة بقصف الفلوجة». وأكد نشوب «خلاف بين المفاوضين عندما رفض ممثلو الحكومة سحب الجيش من المحافظة، وسط معلومات عن موافقتهم على ذلك سابقاً». وتابع أن «الحكومة رفضت في اللحظة الأخيرة انسحاب القطعات العسكرية من الأنبار ما أثار حفيظة الفصائل المسلحة التي خافت من تعرضها لهجوم واعتقال عناصرها وملاحقتهم قضائياً». وأصاف أن «الخلاف الآخر كان على توقيت انسحاب الجيش، فقد طالبت الفصائل أن يتم انسحابه قبل الحديث عن باقي بنود المبادرة، وتم فعلاً سحب عدد من القطعات، ولكن الحكومة تراجعت، مؤكدة أن الانسحاب سيكون بعد انتهاء الأزمة». ولكن مصدراً حكومياً رفيع المستوى قال ل «الحياة»، إن «مطالب العشائر بانسحاب الجيش من الأنبار غير واقعية لأسباب عدة»، وأوضح أن «لا ضمان لنجاح العشائر في طرد داعش من المحافظة». ولفت إلى مخاوف من أن «ينجح التنظيم بترسيخ نفوذه بعد الانسحاب وضم الرمادي وبلدات راوة وعانة وحديثة إلى معقله في الفلوجة»، وأشار إلى أن «على الفصائل المسلحة في الأنبار ترك السلاح فقط وإفساح المجال للجيش لتطهير الفلوجة». ميدانياً قال مصدر في الفلوجة ل «الحياة» أمس، إن المدينة شهدت قصفاً عشوائياً مكثفاً أدى إلى موجة نزوح واسعة باتجاه ناحية العامرية، مشيراً إلى أن «الفصائل المسلحة التي تضم جماعة المجلس العسكري وداعش، أعلنت النفير العام وكثفت انتشارها في منافذ المدينة الأربعة وفي الوسط «. وأكد أن «داعش قامت بتفخيخ الطرق والشوارع التي يتوقع أن يسلكها الجيش في حال دخوله المدينة، كما أغلق المسلحون المنفذ الشمالي للمدينة ونشروا القناصة». وأفاد أن «الاتصالات توقفت بشكل كامل في الفلوجة والمناطق المحيطة بها». وأشار إلى أن ناحية الكرمة، شمال الفلوجة، التي تسيطر عليها العشائر بقيادة شيخ عشائر الجميلي رافع المشحن، تعرضت لقصف شديد. إلى ذلك، قال مصدر امني في «قيادة عمليات الأنبار» ل «الحياة» أمس، إن «القوات الأمنية تشن حالياً هجمات سريعة على منافذ الفلوجة الأربعة». وأوضح أن «المعلومات الاستخباراتية التي في حوزتنا تشير إلى أن المنفذ الغربي هو الأفضل لاقتحام المدينة، واستطاعت القوات الأمنية حتى مساء اليوم (أمس) إحراز تقدم فيه بالسيطرة على قرى كان الجيش خسرها قبل أسابيع».