شنّ الجيش التونسي عملية عسكرية ضخمة أمس، في جبال محافظة «الكاف» غربي البلاد، مستخدماً المروحيات والمدفعية الثقيلة، فيما توجه وفد ديبلوماسي تونسي إلى ليبيا للعمل على تحديد مصير الصحافيَّين التونسيَين المخطوفين في ليبيا سفيان الشورابي ونذير القطاري. وقصف الجيش مرتفعات جبل «ورغة» والجبال القريبة منه على طول الشريط الحدودي الذي يفصل بين تونس والجزائر في محافظة الكاف الحدودية (شمال غرب) من البر والجو، متعقباً عناصر مسلحة متحصنة في المنطقة التي طوقتها الشرطة وفرضت مراقبة شديدة على كل المنافذ المؤدية لها. وتتخوف السلطات التونسية من تنفيذ المجموعات المسلحة عمليات تستهدف رجال أمن وجنود، خصوصاً وأن عملية قتل عنصر الأمن في محافظة «زغوان» قبل أكثر من أسبوع أشارت إلى أن عناصر محسوبة على التيار السلفي الجهادي تنشط داخل المدن لدعم المجموعات المسلحة مادياً ولوجستياً. في سياق آخر، أعلنت وزارة الخارجية التونسية مساء أول من أمس، تكليف وفد ديبلوماسي رسمي الذهاب إلى ليبيا لمواصلة الاتصالات مع مختلف الجهات الليبية لكشف مصير الصحافيين الشورابي والقطاري. كما أمرت النيابة العامة التونسية بفتح تحقيق قضائي بشأن خطفهما، وفق قانون مكافحة الإرهاب على اعتبار أن المجموعة الخاطفة مقربة من تنظيم «داعش» ونظراً للصبغة الإرهابية للجريمة. وكان تنظيم «داعش» في برقة (شرق ليبيا) نشر على موقع مختص بأخبار الجماعات الإرهابية، صوراً يتحدث فيها عن «تنفيذ حكم الله بحق الصحافيَين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري بسبب عدائهما لجناب الله عز وجل». ولم تؤكد السلطات الليبية أو التونسية هذا الخبر، فيما أشار بيان خلية الأزمة التابعة لوزارة الخارجية، إلى أن وزارات الدفاع والداخلية والعدل والخارجية اتفقت على متابعة الموضوع من الأراضي الليبية مباشرةً، في ظل تأكيد جهات عدة أن الأخبار التي أُشيعت حول مقتلهما لا أساس لها من الصحة.