كشف رئيس فرع جمعية البيئة السعودية في مكةالمكرمة الدكتور فهد التركستاني ل «الحياة» عن أن «العملات الورقية» ناقل ممتاز للجراثيم والميكروبات بين البشر، مشيراً إلى أن غالبية الباعة يحتفظون بها في أوعية متسخة كالأدراج الخشبية أو الأكياس. واعتبر التركستاني الموظفين في البنوك هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى المنقولة عبر الأوراق النقدية، لافتاً إلى أن العاملين في محطات الوقود والتشحيم، والعمال في المصانع وورش الصيانة من أكثر الفئات تلويثاً للعملات. وقال: «قد لا يخطر على بال الكثير منا مدى مخاطر الأوراق النقدية على صحتنا، فعلى رغم أهميتها في حياتنا، إلا أن الأبحاث الطبية تؤكد أنها وسط ممتاز لنقل الجراثيم والميكروبات بين الناس». واستند التركستاني على تقرير طبي أميركي يؤكد أن النقود يمكن أن تكون ناقلاً لأكثر أنواع الأمراض خطورة مثل أنفلونزا الخنازير والكبد الوبائي، مشيراً إلى أن التقرير كشف أن 94 في المئة من الأوراق النقدية تحمل فيروسات لالتهابات خطيرة تصيب الجهاز التنفسي، وتسبب أنواعاً مختلفة من الحساسية. وأشار إلى أن غالبية الباعة يتركون النقود في أدراج خشبية متسخة، أو أكياس ورقية فيها أتربة، ومنهم من يضعها في أوان معدنية تتجمع عليها الحشرات، لاسيما تجار الخضراوات والفاكهة واللحوم والأسماك، لافتاً إلى أن العاملين في محطات الوقود والتشحيم والعمال في المصانع وورش الصيانة من أكثر الفئات تلويثاً للعملات. وذكر أنه بمجرد التقاطنا حالة واحدة من تلك الحالات سندرك فوراً ما تتعرض له العملات من ملوثات، وسنعلم كيفية انتقال العدوى إلى الانسان بسهولة، معتبراً الموظفين في البنوك، لاسيما في مجال «الصرف» هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهابات جلدية جراء استخدام العملات الورقية. واقترح اعتماد «العملة الذكية» عبر مجموعة من الإضافات تجعل الأوراق النقدية أكثر مقاومة للميكروبات، إضافة إلى ارتداء قفازات بلاستيكية، على رغم أنها في نظر الصرافين غير مجدية، لأنها تعيق عملية عد الورق، موضحاً أن الصرافين يفضلون استخدام الأيدي عن آلات العد. ورأى أن الحل حالياً هو وضع معقم للأيدي كحل موقت، وغسل الموظفين أيديهم بشكل مستمر، لتفادي انتقال الجراثيم، مفضلاً أن تكون مادة تكوين العملات بلاستيكية خفيفة لتمنع تشربها بالمياه، وتقل بالتالي فرص التصاق الميكروبات بها، «كما هو جار في بعض الدول المتقدمة وهو ما جعل التعامل بالفيزا كارد أمرًا شائعًا الآن». وأضاف: «على رغم ذلك تظل أصابع الاتهام موجهة إلى الناس أنفسهم باعتبارهم الملوث الرئيس للعملات، لذا كان من الضروري البحث في سبل التخفيف من حدة هذه الخطورة، فأسباب التلوث والعدوى هي مشكلة البشر، وعلينا إيجاد حلول لها والقضاء عليها، حتى لو كان التحكم فيها صعباً». وطالب بتوقيع الكشف الطبي الدوري على العاملين في الأماكن الجماهيرية، مع التركيز على الباعة الجائلين والعاملين في محطات البنزين والأسواق على اختلافها.