تجدد المسلسل السنوي المتكرر لأزمة المياه في عرعر بسبب الضغط الشديد على محطات المياه الحكومية والأهلية، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها، على رغم الوعود المتكررة التي تطلقها المديرية العامة للمياه في المنطقة بأنها ستكون الأخيرة. وبحسب مصادر مطلعة ل«الحياة»، فإن إمارة منطقة الحدود الشمالية شكّلت لجنة عاجلة لدراسة وضع الأسعار، وأسباب الارتفاعات، وإعطاء حلول عاجلة وفورية، والإفادة لأمير المنطقة شخصياً عن الوضع. ولفت المواطن ممدوح الطرقي (أحد سكان حي شمال المنصورية)، إلى أنهم يتلقون سنوياً وعوداً بحلها من المديرية العامة للمياه في المنطقة، إلا أنه لم يتحقق منها شيء، ما جعلهم يلجأون إلى صهاريج المياه، لتنشأ مشكلة أخرى بارتفاع أسعارها، وتصل إلى 250 ريالاً سعودياً للصهريج الواحد. وأفاد في حديثه ل«الحياة» أمس، بأن أصحاب الآبار رفعوا أسعار المياه بنسبة 150 في المئة، مضيفاً: «مع بداية كل صيف يحصل عطل في الآبار لأسباب عدة، منها حرارة الجو، وكثرة انشغالها في فترة الصيف والطلب المتزايد، خصوصاً أن المياه جوفية وقلة الآبار وراء ارتفاع الأسعار، وكذلك عدم وجود شبكة مياه تغذي معظم منازل المواطنين، وفي الغالب يتم توريد المياه إليهم من طريق الصهاريج الأهلية». من جهته، أشار المواطن بدر السلطاني (من سكان الحدود الشمالية)، إلى عدم تجاوب فرع وزارة المياه في المنطقة مع الأزمة، وعدم تفاعله لإيجاد حلول جذرية، وقال: «لا نسمع سوى تأكيدات المدير العام لفرع وزارة المياه بأن الأزمة وقتية، وأنها حُلت عبر زيادة مضخات المياه، وفتح قنوات جديدة للتوزيع». وقال سائق أحد صهاريج المياه عبدالله العنزي: «إن أزمة المياه التي تعيشها مدينة عرعر خلال هذه الأيام بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم وجود آبار مستقلة جعلت بعض سائقي الصهاريج يرفعون أسعار الصهاريج من 100 إلى 150 ريالاً وأكثر». من جهته، أكد المدير العام للمياه في منطقة الحدود الشمالية عافت الشراري عدم ورود أية شكوى سوى ما يأتي من أفراد وتتم معالجته في حينه، وأنه لا توجد أية بئر مقفلة، وجميع الآبار تعمل على مدار الساعة، وكذلك الآبار الاحتياط. وقال الشراري ل«الحياة» إن المديرية ترسل أكثر من 160 رداً من دون مقابل إلى المواقع غير المخدومة بالشبكة، وجميع الآبار المربوطة بمحطة التحلية تعمل في شكل جيد. وأفاد بأن حي المنصورية تم إدخاله ضمن الجدولة اليومية بالمياه، لكن هناك عدد من الأجزاء بالحي يصل الماء إلى منازلهم بشكل ضعيف، وسيتم تعويضهم بردود السقيا من المياه، مضيفاً: «والآن يتم عمل ربط تشغيل محطة الناصرية التجريبي لحل المشكلات، لتغطي أحياء شرق عرعر منها المنصورية والنسيم والصالحية». وبيّن أن ثلاث محطات تغذي عرعر بالمياه لمواجهة الصيف، وهي محطة حي المحمدية، ومشرف والناصرية التي ستكون جاهزة خلال الصيف، موضحاً أنه تم تشغيل مشروع المياه لحي الرفاع، أما حي المطار سيدخل الخدمة قريباً، والنسيم في انتظار تركيب العدادات للمنازل. وطالب المواطنين المتضررين بمراجعة إدارة المياه للاستفادة من السقيا المجانية، مؤكداً أنه لا توجد أية أزمة في ظل توفر ردود السقيا.