دخلت أزمة المياه في عرعر مسلسلها الجديد الذي يتكرر كل عام بسبب الضغط الشديد على محطات المياه الحكومية والأهلية، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها على رغم الوعود المتكررة التي تطلقها مديرية المياه في المنطقة بأن هذه الأزمة هي الأخيرة، وارتفاع أصوات المواطنين من أزمة شح المياه والزحام الشديد في أشياب المياه الحكومية، وانعدامها في مواقع أخرى مثل توقف «بئر المنصورية» شريان المياه الرئيس في المنطقة. ولفت مواطنون (تحتفظ «الحياة» بأسمائهم) إلى أن أزمتهم تتكرر كل عام، ويتلقون وعوداً بحلها من المديرية العامة للمياه في المنطقة، إلا أنه لم يتحقق منها شيء، ما جعلهم يلجأون إلى صهاريج المياه، لتنشأ مشكلة أخرى بارتفاع أسعارها، لتصل إلى 150 ريالاً، إضافة إلى صغر أحجام خزانات المياه الخاصة بهم، مشيرين إلى أن فرع وزارة المياه في منطقة الحدود الشمالية أغلق الآبار الحكومية (سبع آبار، منها أربع غير مستقلة) ما دعاهم إلى البحث عن المياه طوال ساعات الليل ومن بعدها تفتح لأصحاب الصهاريج حتى الليل. وأضافوا أن أصحاب الآبار رفعوا أسعار المياه بنسبة 35 في المئة، ومع بداية كل صيف يحصل عطل في الآبار لأسباب عدة، منها حرارة الجو وكثرة انشغالها في فترة الصيف والطلب المتزايد، خصوصاً أن المياه جوفية وقلة الآبار وراء ارتفاع الأسعار، وكذلك عدم وجود شبكة مياه تغذي معظم منازل المواطنين، إذ في الغالب يتم توريد المياه إليهم عن طريق الصهاريج الأهلية. وأشار المواطن بدر السلطاني إلى عدم تجاوب فرع وزارة المياه في المنطقة مع الأزمة، وعدم تفاعله لإيجاد حلول جذرية، وقال: «لا نسمع سوى تأكيدات المدير العام لفرع وزارة المياه بأن الأزمة وقتية، وأنها حُلت عن طريق زيادة مضخات المياه، وفتح قنوات جديدة للتوزيع»، وأضاف: «هذا القول بات موّالاً نسمعه من دون أن نراه على أرض الواقع، ونضطر لشراء عبوات مياه صحية لحل الأزمة حتى نتمكن من الحصول على صهريج ماء، وعلى رغم معاناة حي المنصورية من عدم وصول خط مياه المشروع، نقابل ارتفاعاً في أسعار المياه من دون الاعتماد على تسعيرة ثابتة من الجهة المختصة بل إنها تخضع لمزاجية التجار». وذكر المواطن عامر العنزي أن الأزمة سببها عدم منح أصحاب الصهاريج فرصة جلب المياه من الآبار إلا بعد وقت متأخر من المساء، ما قلل المعروض من المياه، إضافة إلى الأسباب الرئيسة، كأعطال الشبكة في بعض الأحياء وعدم تشغيل مشروع الصالحية، وقال: «لم نشاهد من فرع مديرية المياه أي تحرك أو أية مواجهة للأزمة، ما يجعل الكثيرين ينتظرون إلى وقت متأخر من أجل الحصول على صهريج مياه بأسعار مرتفعة في شكل هائل». وقال سائق أحد صهاريج المياه (فضل عدم ذكر اسمه): «إن أزمة المياه التي تعيشها مدينة عرعر خلال هذه الأيام بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم وجود آبار مستقلة جعل بعض سائقي الصهاريج يرفعون أسعار الصهاريج من 100 إلى 150 ريالاً وأكثر»، لافتاً إلى أن السبب في الأزمة هو إقفال محطة ضخ الصالحية، وهي تعدّ أكبر محطة ضخ في المدينة، إضافة إلى عدم كفاءة المحطة الأخرى، وعدم منح أصحاب الصهاريج فرصة جلب المياه من الآبار إلا بعد وقت متأخر من الليل. وأشار إلى أن ذلك قلّل المعروض من المياه، إضافة إلى أعطال الشبكة في أحياء الفيصلية والمنصورية والصالحية، وإعطاء الأولوية لصهاريج الأمانة والمتعهدين، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار الصهاريج بسبب صعوبة الحصول على الماء من الآبار التي تعطل نصفها، خصوصاً أنهم يشترون ملء الصهريج ب50 ريالاً ويبيعونه بأسعار مرتفعة، لقلة فرص الحصول على حصص كافية. من جانبه، أكد المدير العام للمياه في منطقة الحدود الشمالية عافت الشراري ل«الحياة» عدم ورود أية شكوى سوى ما يأتي من أفراد وتتم معالجته في حينه، وأنه لا توجد أية بئر مقفلة وجميع الآبار تعمل على مدار الساعة، وكذلك الآبار الاحتياطية. وقال: «إن المديرية ترسل أكثر من 160 رداً من دون مقابل إلى المواقع غير المخدومة بالشبكة، وجميع الآبار المربوطة بمحطة التحلية تعمل في شكل جيد».