يواجه سكان عرعر (العاصمة الإدارية للحدود الشمالية) شحا في مياه الشرب، على الرغم من أن المنطقة لاتزال تعيش فصل الشتاء البارد الذي لا ينتهي قبل حلول الحادي والعشرين من مارس (آذار) الجاري. وحسب المعطيات الحالية فإن أزمة مياه الشرب في عرعر نتجت عن خلاف في تنفيذ الإجراءات بين إدارة المياه في عرعر من جهة، وأصحاب صهاريج نقل المياه من جهة أخرى. وأوضح ل «عكاظ» مدير عام مديرية المياه في منطقة الحدود الشمالية المهندس عافت بن حمدان الشراري أمس، أن أصحاب صهاريج نقل المياه ارتكبوا مخالفة الدخول على أشياب المياه في غير الوقت المخصص لهم، وذلك في نقطة توزيع المياه في محطة المنصورية في عرعر. وبين أن مخالفة أصحاب الصهاريج تسببت في مزاحمة مقاولي السقيا، وتسببت أيضا في تسجيل شكاوى من السكان القريبين من نقطة التوزيع، وذلك بسبب الضرر الناتج عن تسرب المياه في شوارع الحي وأمام منازل السكان. وقال إن سبب التسرب هو «عدم إغلاق أصحاب الصهاريج لمحابس الشيب بعد تعبئة الصهاريج». وأكد أن نقطة التوزيع في محطة المنصورية «خاصة بعقود سقيا المواطنين غير المخدومين داخل الشبكة والبالغ عددها ثلاثة عقود». وأفاد الشراري أن المديرية العامة للمياه حاولت إيجاد حل مناسب لكافة الأطراف، وذلك من خلال تحديد مواعيد لدخول صهاريج المياه إلى نقطة المنصورية لا تتعارض مع مواعيد مقاولي السقيا، وهو ما دعاها ل «طلب بيانات الصهاريج وملكيتها وأسماءهم، قبل ثلاثة أشهر، لكنهم لم ينفذوا هذا الطلب». وأمام ذلك قررت مديرية المياه في منطقة الحدود الشمالية تحويل صهاريج المياه إلى نقطة توزيع المياه مضخة ومحطة السويلمات، وهي المحطة المخصصة للصهاريج مجانا، وذلك على امتداد 16 ساعة يوميا. وشدد مدير عام المياه على أن «المديرية لا تمانع تخصيص وقت لتعبئة الصهاريج من محطة المنصورية في حال تقديم البيانات المطلوبة من أصحاب الصهاريج». في هذه الأثناء تعيش بعض أحياء عرعر أزمة مياه خانقة في ظل عدم تلبية مشاريع شبكات المياه لاحتياج المواطنين، إذ قام فرع وزارة المياه بإغلاق شبكة المياه في حي الصالحية وتحويل الوايتات إلى محطة الفيصلية المعروفة باسم السويلمات والتي تأسست منذ نحو 40 عاما وتضخ المياه ببطء، وهو ما سبب شح المياه. وقاد الوضع الراهن إلى ارتفاع أسعار المياه بشكل متسارع إلى أن بلغت ما نسبته 200 في المائة، وذلك قياسا بالأسعار السائدة قبل نشوء الأزمة الحالية. وفي ظل الظروف الراهنة يضطر حاليا الكثير من السكان إلى الحجز والاتصال مسبقا والانتظار لساعات طويلة، بسبب كثرة طلبات المياه. وتحولت مشكلة انقطاع المياه في عرعر إلى ظاهرة لا يجد المواطن لها أي حلول.