كشفت الجماعات السلفية الجهادية في قطاع غزة ان أحد كبار قادة الجماعة في القطاع تمكن من الهرب من سجن أمني حصين تابع لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة. وقال أحد أبرز القيادات السلفية الجهادية في القطاع «أبو حمزة المقدسي» إن «القيادي محمود طالب المُلقب أبو المعتصم المقدسي تمكن من الهرب من السجن الأمني التابع لحكومة حماس في غزة الذي كان (محتجزاً) فيه إلى جانب عدد من إخوانه من عناصر وقيادات الجماعة المعتقلين لدى جهاز الأمن الداخلي» التابع لوزارة الداخلية. ولم يكشف «أبو حمزة» عن الحال الصحية للقيادي طالب ومتى وكيف هرب من «السجن الأمني التابع لحماس المحاط دوماً بعدد كبير من رجال الأمن». واتهم في تصريح أرسله أمس الى «الحياة» جهاز الأمن الداخلي «باحتجاز نحو 30 معتقلاً من عناصر الجماعات السلفية الجهادية في مكان أمني في غزة مُعرض لعملية استهداف إسرائيلية». وقال إن «الأجهزة الأمنية التابعة لحماس تقوم بإخلاء المقر والإبقاء على العناصر المجاهدة والمطلوبة من إخواننا في الجماعات في مكان احتجازهم من دون إخلائهم» في حال وجود تهديد أمني أو احتمال قصف اسرائيلي للمقر. وأضاف أن المقر الأمني المقصود الذي لم يسمه بالاسم «تعرض أثناء الحرب (الاخيرة على القطاع) لغارات عنيفة أدت الى استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين» المحتجزين فيه. وطالب الحكومة المقالة «بالإفراج الفوري عن عناصر الجماعات السلفية الجهادية خوفاً من تعريض حياتهم الى الخطر بعد تهديدات العدو الإسرائيلي بشن حرب جديدة على غزة». وكانت الاجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة اعتقلت طالب أثناء خروجه من اجتماع في أحد المنازل في القطاع قبل أكثر من ثلاثة أشهر من دون لحية متخفياً في مظهر شاب يرتدي ملابس عصرية خلافاً للملابس التي يرتديها السلفيون عادة، في محاولة للتمويه على هذه الأجهزة. وجاء اعتقال طالب بعد فشل محاولات من «حماس» للتوصل الى تفاهمات معه بعدما اعتبرت الجماعة مطالب الحركة تعجيزية. وقبل اعتقاله اعتقلت الأجهزة الأمنية نحو 200 من عناصر الجماعة السلفية في أعقاب مقتل زعيمها عبداللطيف موسى على يد مقاتلين من الحركة، بعدما أعلن عن قيام إمارة اسلامية في مدينة رفح جنوب القطاع في آب (اغسطس) الماضي. يذكر أن الجماعات السلفية الجهادية تسعى الى اعادة تنظيم صفوفها بعد الضربات المتتالية التي تلقتها من «حماس». ويعتقد أن هروب طالب سيشكل دفعة قوية لهذه الجهود الهادفة الى تعزيز مكانة الجماعات السلفية الجهادية في المجتمع الغزي الفقير والمحافظ.