استبقت «جبهة النصرة» خطة النظام السوري و «حزب الله» لخوض معركة في جبال القلمون شمال دمشق بشن هجوم مفاجئ على المنطقة القريبة من حدود لبنان بالتزامن مع قيام ثلاثة عناصر من الجبهة بمحاولة اغتيال ضابط رفيع في دمشق، في وقت حققت فصائل المعارضة تقدماً جديداً قرب قمة جبل الأربعين في ريف إدلب في شمال غربي البلاد. وأكد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة ل «الحياة»، أن النظام السوري «بدأ يأكل نفسه». وأضاف في حوار ينشر نصه غداً، أنه لمس في واشنطن «مؤشرات أميركية أنه سيتم دعم طرح المناطق الآمنة» في سورية. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة»، إن ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن سيعقدون اجتماعاً الإثنين المقبل لدعم المشاورات التي سيبدأها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مع ممثلي النظام السوري والمعارضة والمجتمع المدني بدءاً من اليوم. (للمزيد) وكان مقاتلون من «جبهة النصرة» والفصائل الإسلامية المقاتلة هاجموا مراكز تابعة لقوات النظام و «حزب الله» في جرود القلمون، في خطوة وصفها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنها «ضربة استباقية» لهجوم يخطط النظام وحلفاؤه لشنه قريباً في المنطقة. وقال «المرصد» إن «جبهة النصرة استهدفت تمركزات ومقار حزب الله» في منطقة القلمون الفاصلة بين لبنان وسورية. وأكد مصدر قريب من «جبهة النصرة» أن هذه الهجمات تأتي بعدما «دقت ساعة الصفر وانطلقت المعركة» في القلمون، فيما أعلن حساب «مراسل القلمون» التابع ل «جبهة النصرة» على موقع «تويتر» أمس الأول، «اكتمال تدريب طواقم مختصة من رماة الصواريخ الموجهة ونشرهم على قمم جبال القلمون تحسباً لأي تقدّم للعدو». ونشر صوراً في الأيام الأخيرة تظهر عشرات المقاتلين وهم يقفون في صفوف منتظمة أو يتخذون وضعيات قتالية في منطقة جبلية، وإلى جانبهم دبابة كتب عليها بطلاء أبيض «جبهة النصرة». وأعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية» أمس مقتل وجرح عدد من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خلال المواجهات المشتعلة في منطقة القلمون الشرقي. وتبنت «جبهة النصرة» التفجير الانتحاري في حي ركن الدين الواقع في شرق دمشق، وأسفر عن جرح ستة أشخاص. وقال «المرصد» إن «الانفجار استهدف مدير الهيئة اللواء محمد عيد الذي أصيب بالانفجار مع اثنين من مرافقيه فيما قتل مرافق آخر». لكن مصدراً أمنياً سورياً نفى استهداف مدير الهيئة في الهجوم. من جهة أخرى، قال مصدر فرنسي رفيع المستوى يرافق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في زيارته الدوحةوالرياض ل «الحياة» أمس، إن «قطر والسعودية والإمارات أصبحت تعمل في الملف السوري في شكل نشط ضد داعش والنظام، وإن هذه الدول وضعت خطة لتأييد المعارضة في شكل أكثر تجانساً من أجل التوصل إلى مرحلة انتقالية للحكم في سورية تتيح للدول الغربية أن تعقد جنيف3». وتابع أن النظام السوري أصبح أضعف، ومن المتوقع أن توجه المعارضة المزيد من الضربات القوية ضد النظام لحمله على الدخول في مفاوضات في جنيف3 من دون بشار الأسد». والتقى هولاند مساء أمس الرئيس السابق ل «الائتلاف» أحمد الجربا في الرياض. سياسياً، كشف خوجة، عن أن الإمدادات العسكرية إلى المعارضة زادت من الشمال والجنوب، وأن «تغيير المعادلة في سورية وتشكيل محور إقليمي يضم السعودية وتركيا وقطر وربما الأردن، جعل مسألة المناطق الآمنة أكثر إلحاحاً، ومن ضمن الآليات مضادات الطائرات». وقال: «خلال محادثاتنا في واشنطن لمسنا مؤشرات أميركية أنه سيتم دعم طرح المناطق الآمنة». وشدد الخوجة على أن «الائتلاف» لا يريد «سقوطاً مفاجئاً للنظام، لذلك فالمناطق التي نحررها يجب أن نحولها مناطق آمنة وننشئ فيها حكومة مدنية، ونتقدم نحو العاصمة بطريقة مدروسة».