طغى على «معرض سوق السفر العربي» الذي افتُتح في دبي أمس، تفاؤل بتحقيق المنطقة العربية قفزات كبيرة في هذا القطاع خلال السنوات الخمس المقبلة، على رغم تراجع أسعار النفط والغموض في آفاق الاقتصاد العالمي. وأفادت دراسة وُزّعت خلال المعرض الذي يشارك فيه 2700 عارض من دول العالم ويضم 64 جناحاً، بأن قطاعي الطيران والسياحة والسفر «يشكلان أكبر أسواق المدفوعات الإلكترونية في الدول العربية والتجارة الإلكترونية في قطاع السفر والسياحة للعام الحالي». وتوقعت زيادة في الحجم «تصل إلى 1.7 بليون دولار مقارنة بالعام الماضي، لتبلغ العائدات الإجمالية في هذا القطاع 5.3 بليون دولار سنوياً بحلول عام 2020». وعلى صعيد خطوط الطيران وحجز التذاكر، اعتمد التقرير الذي أعدته مؤسسة «بيفورت» العالمية، على عمليات الدفع والحجز الإلكترونيين في شركات الطيران، بما فيها المتدنية الكلفة في المنطقة. وقدّر أن «تسجل العائدات الإجمالية للمدفوعات الإلكترونية في هذا القطاع ارتفاعاً ملحوظاً من 11 بليون دولار عام 2014 إلى 16.2 بليون بحلول عام 2020». وعلى رغم التحديات، توافقت آراء الخبراء على أن السوق الإماراتية «تستحوذ على ثلث الإنفاق على قطاع السفر والسياحة في الشرق الأوسط». وتوقعوا «ازدياد الإنفاق على السفر والسياحة في الشرق الأوسط بنسبة 3.9 في المئة إلى 256.3 بليون درهم (نحو 70 بليون دولار) هذه السنة، مقارنة ب 246.7 بليون (67 بليون دولار) العام الماضي». ولم يستبعدوا «نموه سنوياً بنسبة 4.1 في المئة ليصل إلى 382.3 بليون درهم (104 بلايين دولار) بحلول عام 2024. وأشاروا إلى «بلوغ المساهمة المباشرة لقطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي للشرق الأوسط هذه السنة 248 بليون درهم (نحو 67 بليون دولار، مقارنة ب 235 بليوناً العام الماضي (نحو 64 بليون دولار)، بنمو 5.5 في المئة». وينسحب التطور على مجال الاستثمارات السياحية، إذ يُتوقع أن «تزيد في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 7.3 في المئة هذه السنة لتصل إلى 96.4 بليون درهم (نحو 26 بليون دولار)، مقارنة ب 89.9 بليون (24 بليون دولار) العام الماضي». وأفادت دراسة أخرى أطلقتها شركة «يو غوف» للبحوث عن توجهات السياحة العائلية ومتطلباتها في المنطقة، بأن « 64 في المئة من بين كل ألف شخص من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شملتهم الدراسة، سافروا مع أطفالهم خلال الأشهر ال 12 الماضية، في حين فضل 62 في المئة منهم القيام بحجوزات السفر والإقامة شخصياً عبر المواقع الإلكترونية. وأعلن مدير البحوث وشؤون السفر والسياحة لمنطقة الشرق الأوسط في «يو غوف» سكوت بوت، أن الدراسة «ركزت على جوانب خاصة بالسياحة العائلية». وأظهرت الدراسة، التي ركزت على السياحة الخارجة من المنطقة، أن الأسر «تقوم برحلتين للسياحة في السنة في المتوسط». ولاحظت أن السفر لزيارة الأهل والأصدقاء «تصدر أسباب السفر العائلي بنسبة 29 في المئة». وأكد عاملون في مجال الفنادق ل «الحياة»، أن معدل اشغال الفنادق في المنطقة «لم يتأثر بتراجع أسعار النفط والغموض في آفاق الاقتصادات العالمية. وقال المدير الإقليمي لفندق «دوست» سامح شوكت، إن معدلات الإشغال «مستقرة في أرجاء المنطقة، لكن مستوياتها تتفاوت بين بلد وآخر»، لكن لفت إلى أن الأشهر الستة المقبلة «ستكون مرحلة حرجة للصناعة، وهذا يعتمد على استقرار أسعار النفط ومدى انعكاسها على عائدات الفنادق في المنطقة العربية، وعلى توافق إدارات الفنادق على التطوير». وأوضح شوكت أن أهم التحديات التي تواجه قطاع الفنادق، هو التوازن بين «العرض في مقابل الطلب» خصوصاً في منطقة الخليج، التي تشهد افتتاح عدد كبير من الفنادق، في وقت لا يزال الطلب في مستويات مستقرة مع زيادة طفيفة، وهذا يدفع بعض الفنادق إلى أن تكون أكثر مرونة في أسعار الغرف، لأن لدى وكالات السفر خيارات كثيرة».