طهران، لندن – «الحياة»، أ ف ب- أحيت إيران أمس العيد السنوي لقواتها المسلحة بعرض عسكري متواضع وخطاب للرئيس محمود أحمدي نجاد تميز بالاعتدال، في وقت ضاعفت الإدارة الأميركية الجديدة الدعوات الى الحوار مع طهران. ونشرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أن الجيش الإسرائيلي بات مستعداً لشن غارات جوية على منشآت نووية إيرانية، في حال تلقى أوامر بذلك من حكومة بنيامين نتانياهو. وافتتح الرئيس الإيراني العرض العسكري التقليدي في جنوبطهران بخطاب، بدا لافتاً من حيث اقتضابه واعتداله. ووصف الأمة الإيرانية بأنها «تلاحق مثلاً عليا وتدعم السلام والأمن» لكل البلدان. وشدد على أن إيران هي واحدة من أقوى الدول، مؤكداً أن جيشها يمثّل «نموذجاً للقوات الشعبية المؤمنة ويؤمّن أمن المنطقة». لكن نجاد لم يأت على ذكر القوى الكبرى التي أكد في عيد الجيش العام الماضي انها «تعثرت أمام مقاومة الشعب الإيراني». كما لم يهدد ب «قطع يد» أي معتد مثلما فعل عامي 2006 و 2007، في تحذير ضمني لإسرائيل والولايات المتحدة. وقال ان الأمة الإيرانية «مستعدة للمشاركة في شكل كبير في إدارة العالم، وإحلال الأمن المبني على العدالة في مواقع مختلفة من الأرض». وأدلى يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، بتصريحات تصب في الاتجاه ذاته، مشيراً الى أن إيران «لم تكن يوماً قوة تهدد المنطقة بل سعت دائماً الى السلام والاستقرار». وأعلن رئيس الأركان العامة اللواء حسن فيروز أبادي ان إيران مستعدة لتأمين أمن المنطقة بأفضل شكل ممكن، لافتاً الى أن خطر الهجوم الأميركي على بلاده انخفض، ومشيراً الى ان الاستراتيجية العسكرية لبلاده «هي دفاعية». ورداً على سؤال عن موقف الرئيس باراك أوباما والتهديدات، قال أن بلاده «لا تتفاوض مع الذين يغلقون عيونهم وأسماعهم ويتحدثون نيابة عن الصهاينة، ولكن لا مانع لدينا من التفاوض مع الممثلين الحقيقيين للشعب الأميركي». وكان مفترضاً أن يتضمن الاستعراض العسكري تحليق نحو 140 طائرة، ما كان سيشكل رقماً قياسياً، الا أن بضع عشرات من المروحيات حلّقت فوق المنصة الرسمية، قرب ضريح الإمام الخميني. وأوضح الضابط المكلّف تقديم العرض ان الطائرات لم تحلّق بسبب الظروف الجوية، في حين كانت الشمس تسطع فوق طهران. كذلك لم تشارك الصواريخ المتوسطة المدى، والتي تطاول إسرائيل نظرياً، بعدما عرض الجيش العام الماضي صاروخ «قدر-1» الذي أكدّ أن مداه يصل الى 1800 كلم, ما يشمل الدولة العبرية. وبعدما دوّن الشعار التقليدي «الموت لإسرائيل» العام الماضي على شاحنة تحمل صاروخاً, لم يظهر أمس على ناقلة آلية. ويبدو هذا التغيير في النبرة لافتاً لا سيما ان المسؤولين الإسرائيليين لم يستبعدوا يوماً استخدام القوة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وأوردت صحيفة «ذي تايمز» أمس أن الجيش الإسرائيلي يبقى مستعداً لشن غارات جوية على منشآت نووية إيرانية، في حال أصدرت حكومة نتانياهو أمراً بذلك. وقال مسؤول إسرائيلي في مجال الدفاع للصحيفة: «يمكن ضرب إيران في غضون أيام قليلة أو حتى ساعات. ونستعد على كل المستويات لهذا الاحتمال. والرسالة الموجهة الى إيران هي أن التهديد ليس كلامياً فقط». ويرى مسؤولون إسرائيليون انه ينبغي ضرب أكثر من 12 هدفاً في إيران، بينها قوافل متحركة. ومن المواقع المستهدفة مجمع ناتانز (شرق) حيث تخصّب آلاف من أجهزة الطرد المركزي اليورانيوم، وأصفهان (وسط) حيث تخزن أنفاق 250 طناً من الغاز، وأراك (شرق) حيث تبني إيران مفاعلاً يعمل بالمياه الثقيلة ويمكنه إنتاج البلوتونيوم، علماً أنه ليس مرجحاً أن تنفذ إسرائيل غارات من دون الحصول على موافقة ضمنية على الأقل من الإدارة الأميركية.