لا يتذكّر أحد متى عرف العُمانيون «الكمّة»، وهي لباس الرأس الذي يميزهم في المنطقة، لما فيها من أشكال فنية خيطت بأسلوب معقد لا تتقنه كثيرات من العمانيات، لكن هناك من يرى أنها ليست عمانية في الأصل، بل مستوردة من الدول التي وصل إليها النفوذ العماني، خصوصاً على الساحل الأفريقي، مستدلاً على ذلك بعدم استخدامها من المسنين. تتألف الكمّة من جزء دائري يلتفّ حول الرأس ودائرة أخرى تغطيه، ويخاطان معاً بعد اكتمال دورة «التنجيم»، وهي الخياطة المتمرسة على أشكال نجوم، تختلف فيها المهارة وفق خبرة المرأة التي تحترف هذه الأعمال. وتبدأ رحلة العمل في خياطة الكمة، بتحديد الشكل المرسوم على الواجهة، وتختلف الأذواق وفق التنوع العمري والمكاني، مع دخول تشكيلات تعدّ طفرة في الكمة، ما أجبر الحكومة على وضع مواصفات قياسية للحفاظ على هويتها، باعتبارها من تراث الزي العماني. ويختار الزبون لون الكمة التي تكملها الخياطة بمتابعة الغرز بمهارة لتشكيل النجوم، التي كلما كانت أصغر اعتُبرت أكثر دقة وحرفية. وفي مواجهة ارتفاع سعر الكمة المصنوعة محلياً، ظهرت أنواع رخيصة خيطت آلياً لكنها وجدت إقبالاً كبيراً من العمانيين، كما ظهرت أنواع فيليبينية تنجزها عاملات فيليبينيات، بعضهن يعملن في منازل، وتوازي حرفية خياطتها إلى حدّ كبير الحرفية المصنوعة فيها الكمة العمانية.