أعلن مجلس محافظة الأنبار وصول شحنة أسلحة أميركية إلى الكويت، ستُنقل إلى قاعدة الحبانية لتوزيعها على العشائر، فيما نصح المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الأطراف الداعمة الجيش في حربه على «داعش» بتقديم مصلحة العراق على مصالح الجهات والدول الأخرى. جاءت هذه التطورات وسط أجواء من الجدل حول مشروع قانون يناقشه الكونغرس الأميركي يسمح بتسليح العشائر وقوات «البيشمركة» في شكل مستقل عن بغداد، وقبل زيارة رئيس إقليم كردستان مسعود واشنطن، حيث سيناقش مع المسؤولين الأميركيين مسألة إعلان الدولة الكردية، على ما أفاد رئيس ديوانه فؤاد حسين. (للمزيد). ورفض السيستاني أمس مشروع القرار الأميركي، ودعا عبر معتمده في كربلاء عبد المهدي الكربلائي «القوى السياسية إلى أن يكون لها موقف واضح في رفض التعامل الأميركي مع العراقيين، وبذل الجهود والاتفاق على رؤية موحدة لتخليص المناطق التي يسيطر عليها داعش بمشاركة أوسع من أبنائها»، وحض «الأطراف المساندة للجيش، من المتطوعين والعشائر، بمختلف عناوينهم على الأخذ في الاعتبار ما تمليه عليهم مصلحة العراق العليا قبل مصالح بعض الجهات والدول الأخرى». وشدد على «ضرورة تحقيق أعلى درجات التنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة للحفاظ على وحدة الصف بعيداً عن الاختلاف المؤدي إلى إضعاف الجميع». ورفض مشروع «قرار مجلس النواب الأميركي الأخير القاضي بتقديم مساعدات عسكرية إلى بعض المناطق في العراق من غير طريق الحكومة المنتخبة». إلى ذلك، قال عضو مجلس محافظة الأنبار مزهر الملا في تصريح ل»الحياة» أمس إن «الولاياتالمتحدة تشاطر مجلس المحافظة استياءه من عدم تشكيل قوات الحرس الوطني حتى الآن، وهو أحد بنود الاتفاق السياسي الذي شكلت بموجبه الحكومة». وأوضح أن «الاتفاق كان يقضي بتشكيل قوة أمنية جديدة في الأنبار والمحافظات الواقعة تحت سيطرة داعش لمحاربة التنظيم وفتح باب التطوع، ولكن الحكومة لم تطبقه». وأشار إلى أن «محاولات البعض في التحالف الوطني حصر خيارات الأنبار بين القبول بالحشد الشعبي أو مواجهة مصير داعش دفع الولاياتالمتحدة إلى التلويح بتسليح أبناء السنة والأكراد مباشرة». وزاد إن «السفير الأميركي (ستيوارت جونز) أبلغ الحكومة المحلية (أول من) أمس بوصول شحنة أسلحة إلى الكويت مخصصة للأنبار وستنقل إلى معسكر الحبانية، جنوب الرمادي خلال يومين، وتوزع على قوات الأمن بإشراف أميركي مباشر». وأشار إلى أن «عدد المجندين من سكان الأنبار لا يزيد على 2000 مقاتل، بينما كان يفترض أن يوجد حالياً نحو 25 ألفاً في أقل تقدير». وتأتي الخطوات الأميركية لتسليح عشائر الأنبار في أعقاب منح رئيس الوزراء المحافظة صلاحية تجهيز وتدريب وتسليح القوات التي ستقاتل تنظيم «داعش»، وأمر بتشكيل قيادة «للحشد الشعبي» بإشرافه وعضوية مستشارية الأمن الوطني والمحافظ، وعيّن اللواء زياد طارق العلواني مشرفاً على العملية. إلى ذلك كشف فؤاد حسين في تصريحات نقلها تلفزيون «روداو» المقرب من حكومة الإقليم أن بارزاني سيطرح خلال زيارته واشنطن مسألة «الدولة الكردية». وأضاف أنه «سيحمل الملف معه إلى البيت الأبيض ويطرحه علانية أمام الرئيس باراك أوباما»، مشيراً إلى أن «معركة استعادة الموصل وتثبيت حدود كردستان في الدولة العراقية والعلاقات بين اربيل وبغداد من ضمن محاور محادثاته في أميركا». وتابع أن «هذه الزيارة ستكون مختلفة لأن الحرب على داعش غيّرت الكثير من الأمور». وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماري هارف أكدت أن زيارة بارزاني الأحد إلى واشنطن، تتضمن محادثات مع أوباما ونائبه جو بايدن ومساعد وزير الخارجية انطوني بليكن وتركز على الحملة العسكرية الهادفة إلى «إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية وتدميره». وأكدت أن «الدعم العسكري الأميركي لقوات البشمركة يُنسق مع الحكومة الاتحادية في بغداد».