أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمسي أن وحدة من قواته اتخذت قاعدة عين الأسد، في الأنبار، مقراً وبدأت تدريب الجيش العراقي، فيما أعلن أحد مساعديه أن الهدف هو بناء قوة من العشائر تكون أساساً ل «الحرس الوطني» الذي تستعد الحكومة لتشكيله (للمزيد). إلى ذلك، حض المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، خلال لقائهما في النجف أمس، على الإصلاح السياسي. وأفاد مصدر في المرجعية بأن هذا اللقاء لا يعني ترك الباب مفتوحاً أمام السياسيين، فالسيستاني يحتفظ لنفسه بمقاطعتهم إذا لم يسيروا في طريق الإصلاح. وعقد الجنرال ديمسي سلسلة لقاءات مع الزعماء الأكراد في أربيل، لمناقشة طريقة دعم قوات «البيشمركة» في محاربة «داعش»، بعد لقاءات أخرى في بغداد للغرض ذاته. ونقل بيان لرئاسة إقليم كردستان عن ديمسي قوله إن «قوات التحالف وضعت استراتيجية واضحة المعالم في الحرب على إرهابيي داعش». وأشار إلى أن «هدف زيارة أربيل هو الاطلاع عن قرب على الأوضاع الميدانية والاستماع إلى اقتراحات الرئيس (مسعود) بارزاني حول كيفية استمرار الضربات ومكافحة الإرهابيين، وسنأخذ ملاحظات الإقليم بجدية». وكان ديمسي قال ل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) إن قواته «ساعدت في انتشال العراق من شفا الهاوية». وزاد أن المعركة ضد «داعش» بدأت تؤتي ثمارها، فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل في تصريحات، على هامش مؤتمر عقد في ولاية كاليفورنيا حول «استراتيجيات الأمن القومي»، أن واشنطن «مستعدة للنظر في إرسال قوات برية إلى العراق إذا تلقت طلباً بذلك». وعلى رغم المعارضة الرسمية العراقية لوجود قوات برية أميركية في البلاد فإن مئات من الجنود الأميركيين ينتشرون في قاعدتَي عين الأسد في الأنبار، و»سبايكر» في صلاح الدين، مهمتهم استقطاب العشائر السنّية لتشكيل أفواج عسكرية تتولى قتال تنظيم «داعش»، لتجنّب إرسال فصائل شيعية مسلحة إلى المحافظة، على أن تكون القوات العشائرية أساس «الحرس الوطني» الذي تسعى الحكومة إلى تشكيله. وقال الشيخ رافع الفهداوي، أحد شيوخ محافظة الأنبار ل «الحياة» إن العشائر التي اتحدت أخيراً في ما بات يُعرف ب «حلف الفضول» بدأت «تشكيل لواء المهمات الخاصة من أبنائها». وأضاف: «اكتمل تطوع الفوج الأول من هذا اللواء وتدريبه، فيما الفوج الثاني على وشك إنهاء تدريباته». في النجف، قال الجبوري، خلال مؤتمر صحافي أعقب لقاءه السيستاني أمس إن الأخير «كان واضحاً في ما يتعلق بضرورة إصلاح الواقع السياسي والاجتماعي». وأضاف: «تحدث سماحته انطلاقاً من رؤية واضحة وإرادة راغبة في إصلاح الواقع، ودعا إلى وحدة الصف والكلمة». وزاد: «جرى التداول أيضاً في طبيعة المشاكل والتحديات وسبل حلها. وطالب المرجع مجلس النواب بأخذ دوره في الجانب التحقيقي والتشريعي، خصوصاً التشريعات التي تمس حاجة المواطنين وتعالج مشاكلهم، مثل الموازنة، فضلاً عن محاربة ظاهرة الفساد وخطرها». وللمرة الثالثة يستقبل السيستاني مسؤولاً سياسياً عراقياً، بعد نحو أربع سنوات من مقاطعة هذا الوسط. وكان التقى في وقت سابق رئيس الحكومة حيدر العبادي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم. وقال ل «الحياة» مصدر مقرّب من السيستاني إن المرجع الشيعي «أراد تأكيد رعايته الأبوية لكل العراقيين، وكان لقاؤه رئيس البرلمان استكمالاً للقاء الرؤساء، ومباركة جهودهم في توسيع قاعدة الشراكة لمحاربة الإرهاب وتحقيق الإصلاح. لكن ذلك لا يعني أنه سيترك الباب مفتوحاً لهم، فهو متمسّك بعدم الزج بالمرجعية في التفاصيل السياسية، أو استخدام منبرها لخوض معارك أو الحصول على مكاسب».