اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس أن الولاياتالمتحدة ستصبح «معزولة» في العالم، إذا لم تستطع إدارتها الالتزام باتفاق محتمل يسوّي الملف النووي الإيراني، بسبب معارضة الكونغرس. وخاض ظريف سجالاً مع السناتور الجمهوري توم كوتون الذي كان تحداه إجراء مناظرة. في غضون ذلك، أعلن قائد البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري أن السفن الحربية لبلاده «لن تدخل المياه الإقليمية لدول أخرى»، ملمحاً بذلك إلى انها ستتجنب المياه الأقليمية لليمن. ظريف الذي كان يتحدث أمام جامعة نيويورك، تطرّق إلى مصادقة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون يُلزم الرئيس باراك أوباما بإحالة أي اتفاق تبرمه طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، على الكونغرس للمصادقة عليه. وقال: «تخاطر الولاياتالمتحدة بعزل نفسها في العالم إذا أُبرِم اتفاق وقررت التخلي عنه. الولاياتالمتحدة مُلزمة بالقانون الدولي، سواء كان لديك رئيس ديموقراطي أو جمهوري، وسواء أعجب ذلك أعضاء في مجلس الشيوخ أم لا. وينص القانون الدولي على التزام الولاياتالمتحدة شروط اتفاق تبرمه إدارتها». وأضاف: «إذا أراد مجلس الشيوخ توجيه رسالة إلى العالم (مفادها) أن كل هذه الاتفاقات غير صالحة، ستحدث فوضى في العلاقات الثنائية (للولايات المتحدة) مع العالم. وأعتقد بأن ذلك ليس شيئاً يريد حصوله حتى الأفراد الأكثر راديكالية في الكونغرس». وتابع: «ربما السناتور كوتون لا يعلم أن 90 في المئة من الاتفاقات التي تبرمها الولاياتالمتحدة مع الخارج تنفيذية» (يصدرها الرئيس). وزاد ظريف: «إذا توصلنا إلى اتفاق في 30 حزيران (يونيو)، سيترتب على ذلك بعد أيام قليلة، إصدار مجلس الأمن قراراً تحت الفقرة 41 من الفصل السابع (من ميثاق الأممالمتحدة) سيكون مُلزماً لكل الدول الأعضاء، سواء أعجب ذلك السناتور كوتون أم لا». وردّ كوتون مندداً ب»تصريحات استفزازية متكررة يدلى بها أعضاء في القيادة الإيرانية»، ومعتبراً أنها «تثبت لماذا لا يمكن الوثوق بإيران، ولماذا ليس قرارا الرئيس بمتابعة هذه الصفقة ومنح إيران تنازلات خطرة، حكيمين منذ البداية». كوتون الذي كان أعّد رسالة وقّعها 46 سناتوراً جمهورياً تحذر إيران من أن الكونغرس قادر ب»جرّة قلم» على إلغاء أي اتفاق تبرمه مع أوباما، اتهم ظريف بأنه «اختبأ في الولاياتالمتحدة خلال الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988)، فيما سار فلاحون وأطفال إلى حتفهم». وكتب على موقع «تويتر» أن الوزير الإيراني «ما زال يُظهر هذا الطابع الجبان»، وتحداه إجراء «مناظرة في واشنطن عن الدستور (الأميركي) وسجلّ ايران في الطغيان والغدر والإرهاب». وردّ ظريف عبر «تويتر»: «ما نحتاجه هو ديبلوماسية جدية، لا (حملة) تشويه شخصية ذكورية». وهنّأ كوتون بولادة ابنه غابرييل الاثنين الماضي، متمنياً أن يرعاه ب»سلام». في غضون ذلك، أعلن سياري أن مدمرتين إيرانيتين «موجودتان في خليج عدن وفق القوانين الدولية، من أجل حماية السفن التجارية لبلادنا من تهديد قراصنة»، مشيراً إلى أنهما تجريان «دوريات عند مدخل باب المندب» الاستراتيجي بين اليمن وجيبوتي. وأضاف أن «المدمرتين ستبقيان في المنطقة حتى 22 حزيران، على أن تحلّ مكانهما سفن أخرى»، نافياًَ «معلومات أفادت بتلقي السفن الإيرانية تحذيرات غادرت على إثرها المنطقة». وشدد على أن السفن الحربية الإيرانية «لن تدخل المياه الإقليمية لدول أخرى». وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أن سفناً عسكرية إيرانية «ضايقت» الجمعة الماضي حاملة حاويات ترفع العلم الأميركي في الخليج، بعد اعتراض «الحرس الثوري» سفينة «ميرسك تيغرس» واحتجازها. وأعلنت السفارة الإيرانية في كوبنهاغن أن السفينة لن يُفرَج عنها إلا بعد أن تسوّي شركة «ميرسك» الدنماركية للشحن ديوناً متعلقة بنزاع قضائي منذ العام 2005.