تفاعلت تداعيات الرسالة التي وجهها 47 سناتوراً جمهورياً إلى القيادة الإيرانية ملوّحين فيها بإحباط أي اتفاق قد تبرمه إدارة باراك أوباما مع طهران في شأن البرنامج النووي الإيراني. ودان الرئيس الأميركي مبادرة الجمهوريين قائلاً: «من المفارقات أن يشكل بعض أعضاء الكونغرس جبهة مشتركة مع إيرانيين يؤيدون اعتماد نهج متشدد». وأضاف: «في هذه المرحلة، سنرى هل سنتوصل إلى اتفاق، وإذا حصل ذلك سنستطيع الدفاع عنه أمام الأميركيين». أما جوزف بايدن، نائب اوباما، فاعتبر أن الرسالة «مضلّلة وخاطئة بمقدار ما هي خطرة». وقال في بيان: «لم أشهد على مدى 36 سنة أمضيتها في الكونغرس مبادرة مماثلة، عبر توجيه رسالة إلى قائد أجنبي لتحذيره من أن الرئيس الأميركي لا يملك سلطة إبرام اتفاق (...) أُعدت الرسالة خصيصاً لتقويض رئيس يمارس مهماته في منتصف مفاوضات دولية حساسة، وهو ما لا يليق بمؤسسة أحترمها». لكن المشرّعين الجمهوريين لم يتراجعوا عن موقفهم، وقال السناتور كوتون لشبكة «سي أن أن»: «يجب أن تواجه واشنطن الجمهورية الإسلامية في إيران كما تواجه تنظيم داعش». وفي كلمة أمام مجلس خبراء القيادة الإيرانية، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف: «يقول لنا أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة، وهو أمر غير ديبلوماسي ويعدّ سابقة... المتطرفون في الكونغرس يخلقون مشاكل في المفاوضات». وكان تيرو فارجورانتا، نائب الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عزز المسار «الإيجابي» للمفاوضات قائلاً بعد عودته من طهران، إن «الوكالة حققت تقدماً في تبادل معلومات تقنية مع إيران تتعلق بحسابات مادة النيترون، ومزاعم اختبارها صواعق متفجرة قد تستخدم في قنبلة ذرية». وتابع: «تستغرق هذه القضايا وقتاً لحلها، وهو ما نفعله، وسنجتمع في طهران مجدداً الشهر المقبل، ونتوقع اقتراحات جديدة». وفي تأكيد لتصاعد التوتر بين البيت الأبيض والكونغرس، نشرت صحيفة «دايلي نيوز» الأميركية على صفحتها الأولى، صور زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل والمرشحين المحتملين للرئاسة النائبين تيد كروز وراندي بول والنائب توم كوتون الذي خط الرسالة، مع عبارة «خونة»، وكتبت في افتتاحيتها أن «تخطي النواب الرئيس أوباما ومخاطبة إيران عبر التلويح بتحجيم سلطاته واعتراض أي اتفاق، أمر مهين للولايات المتحدة، وانتهاك لمبدأ فصل السلطات».