عاودت الولاياتالمتحدةوإيران في سويسرا أمس، محادثات لتسوية للملف النووي، أعلنت طهران أنها ستركّز على كيفية رفع العقوبات المفروضة عليها، فيما أشارت واشنطن إلى أن الخلافات التي ما زالت تعرقل إبرام اتفاق، هي سياسية لا تقنية. ويخيّم على المحادثات، «الاشتباك» المتفاقم بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والجمهوريين في الكونغرس الذين كرروا تحذيرهم من «اتفاق سيئ جداً» ستبرمه الإدارة، فيما نبّه البيت الأبيض الجمهوريين إلى أن محاولتهم فرض مصادقة الكونغرس على أي اتفاق يتم التوصل إليه مع إيران، قد تحبط إنجاز ذلك. وفي مدينة لوزان السويسرية، التقى رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز، قبل اجتماع لوزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف. وكرّر ظريف أن التوصل إلى اتفاق إطار بحلول نهاية الشهر، يتطلب «تحلّي الطرف الآخر في المفاوضات بإرادة سياسية». وأضاف خلال توجّهه إلى سويسرا: «هذه الجولة من المفاوضات ستركّز على التفاصيل وكيفية رفع العقوبات والضمانات التي يمكن أن يقدمها الأطراف المعنيون». وأشار إلى أن «صوغ نص الاتفاق النووي سيبدأ بعد التفاهم على إطاره العام»، منتقداً رسالة وجّهها 47 عضواً جمهورياً في الكونغرس إلى طهران، تهدد بإلغاء أي اتفاق «نووي» بعد انتهاء الولاية الثانية لأوباما عام 2016، إذ اعتبر الرسالة «بدعة تحصل للمرة الأولى في العالم». أما كيري فأشار إلى «اختلافات ما زالت ترتكز على حكم تقني»، مستدركاً: «غالبية الخلافات الآن هي قرارات سياسية يجب اتخاذها من أجل تحقيق وعد تثبّت العالم من أن (البرنامج النووي الإيراني) طابعه سلمي». وقال لشبكة «سي بي إس»: «نعتقد بأن لا شيء سيتغيّر في نيسان (أبريل) أو أيار (مايو) أو حزيران (يونيو)، يشير إلى أن قراراً لا نستطيع اتخاذه الآن، يمكن اتخاذه حينذاك. إذا كان (البرنامج) ذا طابع سلمي، فلننجزه، وآمل بأن يكون ذلك ممكناً خلال الأيام المقبلة». وهاجم كيري رسالة الجمهوريين إلى طهران، إذ اعتبرها «عملاً غير دستوري من شخص موجود في مجلس الشيوخ منذ 60 يوماً»، في إشارة إلى السيناتور توم كوتون الذي كتب الرسالة. في السياق ذاته، وجّه أبرز موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو رسالة إلى السيناتور الجمهوري بوب كوركر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، حذرت من أن تدخل الكونغرس «سيحبط نجاح أي اتفاق، من خلال الإيحاء بأن على الكونغرس التصويت للمصادقة على أي اتفاق». ورجّح أن يؤدي ذلك إلى «تأثير سلبي في شكل عميق في المفاوضات»، مذكّراً بأن ل «مجلس الأمن أيضاً دوراً في أي اتفاق مع إيران، إذ إنه وحده مَن يمكنه إنهاء العقوبات الدولية المفروضة عليها». لكن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل حذر من أن «الإدارة على وشك إبرام اتفاق سيئ جداً مع أحد أسوأ أنظمة العالم، يتيح له الاحتفاظ ببنيته التحتية النووية».