كشفت جمعية البيئة السعودية أن حجم خسائر دول العالم التي تتكبدها من جراء عدم الاهتمام بالبيئة يتراوح ما بين 350 و500 بليون دولار، وذلك وفقاً لدراسة إحدى شركات التأمين السويسرية. وقالت نائبة رئيس مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية الدكتورة ماجدة أبوراس في تصريح ل «الحياة»: «إن خسائر العالم العربي الناتج من التدهور البيئي تُراوح ما بين 25 و40 بليون دولار، من جراء الممارسات غير الحضارية نحو البيئة، وإن البيئة في مجتمعاتنا تعيش حالة احتضار». وأوضحت أن العالم خسر في عام واحد فقط نحو 36 نوعاً من الثدييات، و94 نوعاً من الطيور، وتعرض 311 نوعاً آخر للخطر، فيما تناقصت الغابات بشكل مستمر بمعدل اثنين في المئة سنوياً، نتيجة الاستنزاف وتلوث الهواء المنتج للأمطار الحمضية، وتناقص التربة بمعدل سبعة في المئة من الطبقة العليا كل عقد، وذلك بسبب الانجراف والتآكل في شكل مستمر نتيجة الإنهاك المستمر بالزراعة الكثيفة أو الري الكثيف، ما يؤدي إلى ملوحة التربة وتصحرها، إضافة إلى قضايا جوهرية في البيئات البحرية. وشددت على أن السعودية ودول الخليج تعمل بخطى متقدمة من أجل إخراج البيئة من غرفة الإنعاش، إذ تنفق دول الإمارات والسعودية وقطر ما يزيد على 35 بليون دولار في مشاريع خضراء، تقوم على أساس ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، وتستفيد من مصادر الطاقة المتجددة، والعمل على إعادة تأهيل المباني القائمة لتتوافق مع معايير المباني الخضراء، لافتة إلى أن المشاريع الخضراء هي المشاريع الخالية من العناصر الملوثة للبيئة، بحيث يظهر ذلك في تقليل التأثير السلبي للمباني في البيئة، إضافة إلى تقليل كلفة إنشائية وتشغيلية. وكشفت أبو راس وجود دراسات لإنشاء مدينة خضراء في محافظة جدة تراعي الاستدامة وتطبق معايير ترشيد استخدام الطاقة والمحافظة عليها. وأوضحت أن ظاهرة التغير المناخي لها تأثير كبير على العديد من جوانب الحياة البشرية الاقتصادية والاجتماعية والصحية، كما تؤثر سلباً على عناصر البيئة الأخرى ومكوناتها الفطرية كما هو الحال في ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية وموتها، ما ينعكس سلباً على الكائنات البحرية التي تتخذ الشعاب المرجانية ملاذاً لها، ناهيك عن حدوث الظواهر السلبية كالجفاف والتصحر والكوارث الطبيعية. واستعرضت مشاركة جمعية البيئة السعودية في فعاليات اليوم العالمي للبيئة، مشيرة إلى أن مدينة جدة، تخاطب اليوم دول العالم في يوم الأرض العالمي تحت شعار «حزمك عزيمتنا نعاهدكم على حماية أرضنا»، بمشاركة 20 خيمة بيئية نموذجية، أعدها البرنامج الوطني للتوعية للبيئة والتنمية المستدامة «بيئتي علم أخضر وطن أخضر» بجمعية البيئة السعودية، وبدعم من سبع شركات متخصصة في العمل البيئي والثقافة البيئية. وسيشهد شاطئ جدة (منطقة خليج سلمان) بهذه المناسبة اليوم، أول عملية استزراع للمرجان بطرق علمية بمشاركة طاقات شبابية متطوعة من الغواصين المحترفين، في الوقت الذي يشارك أكثر من 200 غواص في تنظيف الشواطئ وقاع البحر الأحمر من طريق خيمة الغوص البيئي التي ستقام في منطقة الكورنيش، إذ ستعقد دورات تدريب غوص بيئي لتنظيف جزء من الكورنيش بواسطة 200 غواص وإعادة استخدام النفايات التي أخرجها الغواصون في أعمال فنية على أيدي فنانات ومهندسات سعوديات. ردم النفايات الكيماوية في الأراضي الزراعية «كارثة بيئية» حذرت نائبة رئيس مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية الدكتور ماجدة أبو راس من ردم النفايات الكيماوية والمبيدات القديمة أو التي تم الاستغناء عنها في الأرض الزراعية أو بالقرب من مصادر المياه المستعملة للري أو للشرب، تلافياً لحدوث كارثة بيئية كبيرة، إذ أصبحت من أهم المشكلات البيئية في الوقت الحاضر للعديد من الدول. وقالت: «إنه يجب العمل وفق مقترحات وتعليمات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة لحل هذه المشكلة، حصر المواد الخطرة بيئياً وتحديد الأسلوب الأنسب للتعامل معها و التخلص منها بشكل سليم وتجفيف منابع الخطر الكيماوي على البيئة بتقليل استخدام تلك المواد واختيار البديل الأقل خطراً». وأكدت أن السعودية عملت على تطوير الإدارة والأجهزة والأنظمة والمؤسسات البيئية وتوسيع صلاحيات الجهات المسؤولة عن البيئة في المملكة بما يمكنها من أداء مهامها ومسؤولياتها في ضوء الحاجة والمستجدات، ورفع مستوى المهارات للعاملين في حماية البيئة وتعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية والإقليمية المتخصصة لتنمية قدرات هذه القوى العاملة التخلص من النفايات الصناعية الخطرة بالطرق الحديثة وعقد المؤتمرات والندوات الأقليمية والدولية والقارية و دعم سبل التواصل وتبادل الأفكار.