أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، رئيس جمعية البيئة السعودية، أن البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية (بيئتي علم أخضر وطن أخضر بالمشاركة تحلو الحياة) سيوفر من الميزانية التي تصرف في مجال الصحة والاقتصاد والبيئة في المملكة الكثير، مشيرا إلى أن هذا التوفير يمكن توجيهه إلى نشاطات أخرى أكثر نفعا للمواطن والوطن. وقال الأمير تركي بن ناصر بمناسبة قرب أعمال المنتدى الخليجي الدولي للبنية التحتية وتأثيرها على البيئة الذي تنطلق فعالياته في 21 صفر الحالي في فندق حياة بارك«إن المملكة ليست بمعزل عن العالم في قضايا البيئة، فخسارة العالم العربي خلال العقود الأربعة الأخيرة، جراء الكوارث بسبب ضعف الاهتمام بالبيئة، بلغت 22 مليار دولار وفق تقرير دولي حول الأخطار الطبيعية والكوارث غير الطبيعية أعدته جامعة الدول العربية بالتعاون مع البنك الدولي والأمم المتحدة، مبرزا أهمية اتخاذ تدابير وقائية تتسم بالكفاءة من شأنها تقليل حجم الخسائر ومن ذلك رفع الوعي والثقافة البيئية في المجتمعات العربية. وأكد الأمير تركي بن ناصر «أن حجم الخسائر جراء الكوارث الطبيعية والبيئية لم يقف عند حدود العالم العربي، بل تجاوزه للعالم كله، الذي تكبد خسائر تصل إلى 350 مليار دولار عام 2011م وفق دراسة لإحدى شركات التأمين السويسرية». من جهته، بين صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن ناصر بن عبد العزيز نائب رئيس جمعية البيئة السعودية والمدير التنفيذي على البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة تحت عنوان (علم أخضر وطن أخضر)، أن البرنامج يهدف إلى الوصول إلى ثقافة بيئية تبدأ من روح المجتمع وأبنائه سواء فيما يتعلق بالمحافظة على البيئة من حيث الصحة العامة إلى القضايا الأكثر أهمية كإدارة تدوير النفايات والتغيير المناخي وتأثير التلوث الهوائي والبيئة البحرية والساحلية والتسوق البيئي وترشيد الاستهلاك والصحة والبيئة. وفي سياق متصل، قالت الدكتورة ماجدة أبو رأس، إن كل هذه المعطيات دفعت الجهات المهتمة بالبيئة من حكومات ومؤسسات مجتمع مدني لتنظيم عدة مؤتمرات تناقش قضايا البيئة، وتدعو للاهتمام بها، وتثقيف المجتمعات وتوعيتها بالممارسات الصحيحة تجاه البيئة، التي تخسر كل يوم بسبب التعامل السلبي معها من قبل الإنسان. وأوردت نائبة المدير التنفيذي المكلف لجمعية البيئة السعودية الإحصاءات الأخيرة التي توضح أن العالم خسر في عام واحد فقط، حوالي 36 نوعا من الحيوانات الثديية، 94 نوعا من الطيور، إضافة إلى تعرض 311 نوعا آخر للخطر، أما الغابات فهي في تناقص مستمر بمعدل 2 في المائة سنويا، نتيجة الاستنزاف وتلوث الهواء المنتج للأمطار الحامضية، وكذلك التربة فإنها تتناقص باستمرار بمعدل 7 في المائة من الطبقة العليا كل عقد، وذلك بسبب الانجراف والتآكل بشكل مستمر نتيجة الإنهاك المستمر بالزراعة الكثيفة أو الري الكثيف، مما يؤدي إلى ملوحة التربة وتصحرها.