التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وزير الخارجية الفرنسي لوران فابوس أمس. وأوضحت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، حصلت «الحياة» على نسخة منه، أن فابيوس، أعرب عن حرص باريس على «الصداقة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين»، مضيفة: «أن لقاءه مع المسؤولين السعوديين كان للبحث في أزمات في الشرق الأوسط، إضافة إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة، لا سيّما الاقتصادية والتجارية». إلى ذلك عقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع فابيوس، أوضح خلاله أن المملكة «ليست في حرب مع إيران»، وأن «عمليات عاصفة الحزم العسكرية على الأراضي اليمنية هدفها تحقيق الأهداف الشرعية والإنسانية»، مشيداً بالدعم الفرنسي للمواقف السياسية السعودية وعزمها على إطلاق مبادرة سلام فلسطينية - إسرائيلية في الأيام المقبلة مبنية على مبدأ الدولتين. واستغرب سعود الفيصل دعوة إيران إلى وقف عمليات «عاصفة الحزم في حين أن القتال مستمر في اليمن منذ أكثر من سنة، في فترة وقت الرئيس السابق (علي عبدالله صالح) وشن الحوثيون آنذاك أكثر من 30 هجوماً». وأضاف أن السعودية وحلفاءها شنوا «عاصفة الحزم» بعد طلب السلطة الشرعية في اليمن و»هي الوحيدة المخولة وقف العمليات العسكرية»، مضيفاً ان «إيران ليست مسؤولة عن اليمن، ولم نسمع عن أي دور تلعبه في اليمن عندما كانت في طور التنمية، والآن أصبحت تدخل نفسها في قرارات اليمن، وهي لا تفعل شيئاً». واستعرض المواضيع التي بحثها نظيره الفرنسي مع خادم الحرمين صباح أمس، ومنها الأوضاع السياسية في المنطقة، مشبهاً علاقة البلدين بالمثل العربي الشهير «الصديق وقت الضيق»، مضيفاً: «نحن والفرنسيون أصدقاء وقت الشح ولسنا أصدقاء وقت الرخاء فقط، إذا لمس أحد منا أي ضرر لن يتأخر الطرف الآخر في مد العون إليه». من جانبه، أكد فابيوس «التوافق الكبير في وجهات النظر والتحليلات السياسية بين البلدين»، مجدداً تأكيد موقف بلاده من «الصراع السوري». وقال إن باريس «لم توقف دفاعها عن المأساة السورية وهي مستمرة في البحث عن في الإطار السياسي وأن يسهل ذلك إبعاد تنظيم داعش وبشار الأسد». وشدد سعود الفيصل وفابيوس على «ضرورة التوصل إلى حل سياسي للازمة السورية وفقاً لمقررات مؤتمر جنيف الأول، وأكدا أن «استمرار تدفق الأسلحة إلى النظام السوري يعرقل الحل السياسي». أما فابيوس فقال أن الأسد «لا يمكن أن يكون جزءاً من مستقبل سورية»، داعياً إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وعن البرنامج النووي الإيراني، شدد الوزيران على ضرورة التأكد من أنه «لن يتحول إلى الأغراض العسكرية». وقال الوزير الفرنسي إن بلاده تريد أن يكون الاتفاق المرتقب في حزيران (يونيو) المقبل متيناً وقابلاً للتحقق»، معلناً أن باريس ستساعد السعودية في سعيها إلى امتلاك طاقة نووية للأغراض السلمية، وهناك مشروع تتم دراسته حالياً».