أوضح مصدر في الرئاسة الفرنسية أول من أمس (الخميس) أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، سيبدأ زيارة إلى السعودية يومي 29 و30 كانون الأول (ديسمبر) الجاري تستغرق يوماً واحداً، يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأوضح المصدر أن «الزيارة يهيمن عليها الوضع الإقليمي والاقتصادي»، مضيفاً أن الرئيس الفرنسي سبق له أن زار السعودية في ال4 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، مشيراً إلى أن هولاند سيبحث مع خادم الحرمين الشريفين الملفات الإقليمية المتعلقة بإيران ولبنان وسورية. وشدد الإليزيه في بيانه على أن «السعودية شريك موثوق لفرنسا في منطقة الشرق الأوسط، وهناك تطلعات بالعمل معها على تعزيز هذه العلاقة»، كاشفاً أنه «سيتم التوقيع خلال الزيارة على العديد من الاتفاقات التجارية، وبحث آفاق الاستثمارات السعودية في فرنسا». وكان مصدر فرنسي رفيع أوضح ل«الحياة» في ال7 من ديسمبر الجاري، أن الرئيس هولاند سيقوم بزيارة إلى السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يومي 29 و30 ديسمبر الجاري. وقال المصدر إن الزيارة تأتي لتتوج علاقة ثنائية ممتازة على صعيد التوافق على ملفات المنطقة، وفي مقدمها سورية ولبنان وإيران، وهي المواضيع التي ستكون محورية في محادثات القمة السعودية - الفرنسية. وتولي باريس أهمية كبرى للشراكة السياسية والثنائية مع الرياض، وتصف العلاقات بأنها جيدة على الصعد كافة. فيما بحث وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس في ال5 من الشهر الجاري ملفات المنطقة ومنها سورية والتحضيرات الجارية ل«جنيف 2»، في ظل اقتناع من الجانبين بأن الرئيس السوري بشار الأسد لا يريد أي حل. وفي حين يشكك الجانب السعودي بانعقاد مؤتمر «جنيف 2» طالما أن الأسد يرفض أي حل، فإن باريس ترى أنه تنبغي المشاركة في تنظيم «جنيف 2» كي تتضح أهدافه، ولمساعدة المعارضة السورية ودعمها خلاله، وعدم ترك الموضوع لترتيب ثنائي أميركي - روسي مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الذي تعتبر باريس أنه مبتعد عنها ويهملها. وتمّ التطرق أيضاً بين الجانبين السعودي والفرنسي إلى الوضع في مصر، وأكد الأمير سعود الفيصل خلال اللقاء ضرورة دعم النظام الحالي فيه، فيما أكد فابيوس للأمير سعود الفيصل ضرورة مساعدة لبنان على الخروج من مأزقه السياسي الخطر، ومساعدة مؤسسة الجيش ومساعدة لبنان في مواجهة مشكلة اللاجئين السوريين، وهو موضوع سيثيره هولاند مع خادم الحرمين الشريفين خلال الزيارة - بحسب المصدر-، لأن باريس تفكر في تنظيم مؤتمر دولي لمساعدة لبنان على التعامل مع مشكلة اللاجئين في كانون الثاني (يناير) أو شباط (فبراير) في العاصمة الفرنسية. كما تمّ التطرق بين الوزيرين الفيصل وفابيوس إلى التحضير للزيارة الثانية التي يقوم بها هولاند إلى السعودية، بعد الأولى التي أرادها أن تكون لأول بلد عربي يزوره بعدما تولى الرئاسة في 2012.