طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي «المعنيين في الداخل وفي الخارج بتحرير انتخاب رئيس للجمهورية من رهنه لما يرتبط بالأزمات والنزاعات والحروب الجارية في الشرق الأوسط. فانتخاب الرئيس اليوم قبل الغد يفوق ويعلو كل اعتبار آخر، وكل حساب». وقال الراعي في عظة له خلال قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي: «أمام ما نشهد اليوم من انقسامات وأنانيات وتباعدات وتخل عن الكنيسة وعن يوم الاحد وعن الله وعن الانجيل، بات من الضروري والواجب أن يعود المسيحيون، وبخاصة المسؤولين عن الشؤون الزمنية العامة، إلى أصالة مسيحيتهم، كي يستطيعوا أن يبنوا في مجتمعاتهم ملكوت المحبة والأخوة والحقيقة والحرية والعدالة والسلام. والخروج من الذات الضيقة إلى أرجاء العطاء والخير العام التي لا حدود لها». وأضاف: «هكذا فقط يستطيع المسؤولون السياسيون في لبنان إخراج البلاد من معاناتها المتعددة الوجوه، وهي: سدة رئاسة الجمهورية الفارغة والقصر الجمهوري المقفل منذ أحد عشر شهراً، والمجلس النيابي المعطل في وظيفته التشريعية بنتيجة هذا الفراغ، والحكومة المتعثرة في الجمع بين صلاحياتها العادية وصلاحيات رئيس الجمهورية العائدة إليها بالوكالة بموجب المادة 62 من الدستور، بسبب طول مدة الفراغ، والمؤسسات العامة التي تواجه الفراغات والتعثرات بسبب عدم إمكان إجراء تعيينات جديدة، فضلاً عن تزايد وتفاقم الأزمات في الحياة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والأمنية، وأزمة سائقي الشاحنات العالقين بين الحدود السورية والأردنية، الذين يعيشون هم وعائلاتهم مأساة إنسانية ومعيشية وصحية. ونطالب الحكومة والمعنيين بالعمل الجدي على حل مأساتهم». وتابع: «الجميع من الداخل ومن الخارج يطالبون الكتل السياسية اللبنانية والمجلس النيابي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية من أجل التوصل إلى معالجة نتائج الفراغ الطويل. وقال: «نلتمس من الرحمة الإلهية أن تلهم المسؤولين عندنا إلى ما فيه خلاصهم وخير لبنان وشعبه، وأن تمس ضمائر المسؤولين من الدول للكف عن إضرام نار الحروب في بلدان الشرق الأوسط، ولا سيما في فلسطين والأراضي المقدسة وفي العراق وسورية واليمن، وللعمل على إحلال السلام العادل والشامل والدائم فيها، وعلى إعادة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم وأراضيهم موفوري الكرامة، وناعمين بجميع حقوق المواطنة وموجباتها».