أحيت الطوائف المسيحية في لبنان التي تتبع التقويم الغربي امس، مراسم الجمعة العظيمة بمشاركة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسياسيين فيها في امكنة مختلفة. ووجه البطريرك الماروني بشارة الراعي رسالة عيد الفصح التي لم تخل من انتقادات لممارسات «استغلال السلطة لمآرب شخصية». وشارك سليمان وزوجته وفاء، بمراسم رتبة دفن السيد المسيح التي اقيمت في قاعة يوحنا بولس الثاني في جامعة الروح القدس - الكسليك، ورأسها الرئيس العام للرهبانية اللبنانية الأباتي طنوس نعمة، يعاونه لفيف من الكهنة والرهبان، في حضور رئيس مجمع العقيدة والايمان في الفاتيكان الكاردينال وليم ليفادا، السفير البابوي لدى لبنان غبريال كاتشيا وعدد من السفراء المعتمدين في لبنان ووزراء ونواب حاليين وسابقين، قائد الجيش العماد جان قهوجي وفعاليات. وتوجه الاباتي نعمة في عظته الى الرئيس سليمان بالقول: «نصلي من اجل الحكام في بلدنا، وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان المعظم. إن قلبنا مفعم صلاة لشخصكم ولعائلتكم الكريمة. ننظر اليكم ونحن عارفون انكم تحملون قيماً وحكمة وروحانية، نعرف محبتكم وانكم تريدون الخير والمحبة لكل شخص في المجتمع اللبناني، لذا نصلي للرب ان يعضدكم في قيادتكم لسفينة الوطن بروية وتبصر». رسالة الفصح وفي بكركي، وقبل ان يترأس الراعي رتبة دفن السيد المسيح ورتبة سجدة الصليب، على مذبح «كابيلا القيامة» في الباحة الخارجية للصرح البطريركي، وجه رسالة عيد الفصح محاطاً بالمطارنة والكاردينال نصر الله صفير، وعنوانها «قيامة المسيح أساس قيامة القلوب. المسيح قام، حقاً قام»، استرجع فيها «رشوة يهوذا الإسخريوطي، وآخرين بثلاثين من الدراهم، ولم تجدِ الرشوة نفعاً، فيهوذا شنق نفسه، والمال تبخر، والكذب انكشف، والحراس المرتشون فقدوا كرامتهم». وقال: «بقيامة المسيح يدعى كل واحد منا ليموت عن الكذب والنفاق ويقوم لإعلان الحقيقة التي تحرر وتجمع، وليموت عن الشر والميل إليه، ويقوم لفعل الخير والإلتزام به، وليموت عن الظلم والإستضعاف، ولإحلال العدالة والتحرر من قيود الإستعباد والإستقواء؛ وليموت عن سرقة المال العام والخاص وعن الرشوة، ويقوم للكرامة والشفافية وكبر النفس وكسب الخبز بعرق الجبين، وليموت عن الحقد والبغض، عن الإفتراء والنميمة وليموت عن الفساد في الإدارة وعن استغلال السلطة والمسؤولية لمآرب خاصة ومكاسب فئوية ولتعطيل التنمية بكل أبعادها، ويقوم للإلتزام النبيل والمتفاني بالخير العام». وتابع الراعي قائلاً: «من المسيح الذي هو سلامنا، وحطم جدران الإنقسامات والتفرقة، وحقق الأخوة بين الناس، نلتمس السلام للعالم ولأوطاننا، وخصوصاً للبلدان التي، في عالمنا العربي، تطالب وتسعى وتثور من أجل العيش بكرامة وبحبوحة، والتمتع بحرياتها الشخصية والعامة، وبحقوقها الأساسية، وبأنظمة ديموقراطية تحترم كرامة كل إنسان وشعب، وتعزز التنوع في الوحدة، وتشرك الجميع في مسؤولية الحياة العامة، وتنفي الأحادية والفئوية وفرض الإرادة والتحكم بمصير المواطنين، وتمكن كل مواطن، من أي دين أو ثقافة أو عرق أو انتماء كان، وكل مجموعة، مهما كان نوعها، أن يكون وتكون قيمة مضافة في نسيج المجتمع والوطن». وترأس الراعي بعد ذلك، رتبة دفن المسيح في حضور رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون، واعضاء من التكتل وفاعليات. وألقى الراعي عظة بعنوان «طعنه واحد من الجنود بحربة في جنبه، فخرج للحال دم وماء»، وركز فيها على معاني «ضمانة الغفران والمصالحة»، مذكراً ان «ثقافتنا الغفران والمصالحة فالمسيح الذي صالحنا مع الله بموته على الصليب، وأقامنا لحياة الاخوة والسلام، يأتمننا عليها». خلوة مع عون وبعد الرتبة اجتمع الراعي في صالون الصرح مع عون واعضاء كتلته، وعقدت خلوة بينه وبين عون في مكتبه الخاص، استمرت نصف ساعة. وقال عون بعدها: «اليوم هو يوم الفداء عند المسيحيين، وطبعاً مع الفداء هناك تأمل وهدوء ورجاء حيث يرجع كل واحد الى داخله، وكما غفر المسيح لمن صلبوه نحن ايضاً على صورته ومثاله نغفر لمن يسيئون الينا، فهو القدوة الاعلى بالنسبة الينا، والمكان هنا يسمح لنا ان نعيش هذه اللحظات التي فيها تأمل وخشوع». حرب لن يحضر قداس الفصح وفي السياق ذاته، أعلن أمس أحد أركان «قوى 14 آذار» النائب بطرس حرب في حديث إلى «أخبار المستقبل»، أنه لن يحضر قداس الفصح في بكركي، لكنه أوضح أن «لا قرار بمقاطعة بكركي، بل هناك سوء تفاهم سياسي بين قوى «14 آذار» ولا سيما المسيحيين منهم، والبطريرك الراعي».