أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في لبنان يوم الجمعة العظيمة، فأقيمت الاحتفالات في الكنائس. وشارك الرئيس اللبناني ميشال سليمان وعقيلته قبل ظهر أمس، بمراسم رتبة سجدة المسيح التي أقيمت في قاعة يوحنا بولس الثاني في جامعة الروح القدس - الكسليك، وترأسها الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، في حضور السفير البابوي في لبنان غبريال كاتشيا وعدد من السفراء المعتمدين في لبنان وأعضاء السلك الديبلوماسي والقنصلي ووزراء ونواب حاليون وسابقون وقائد الجيش العماد جان قهوجي وعدد من كبار ضباط الأجهزة الأمنية ورؤساء هيئات قضائية ونقابية واقتصادية واجتماعية إضافة إلى حشد من الفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ثم ألقى الأباتي نعمة عظة في المناسبة شدد فيها على «ضرورة أن يتنبه كل فرد من موقعه للآخرين وبالأخص في أوقات المحن من أجل الخير العام»، مؤكداً «أننا نريد أن نزرع السلام والخير كل منا وفق ما أعطي من مسؤولية» . وتوجه إلى رئيس الجمهورية بالقول: «إننا جميعاً نعول على حكمتكم وصلابتكم في مواجهة الصعاب، أنتم ابن مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء التي نحب ونجلّ ونشكركم على كل حسن صنيع. ندعو الله ليسدد خطاكم في مسيرة بناء لبنان الحبيب ويعضدكم في الطريق المؤدي إلى السلام والخير». وفي الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي خلال ترؤسه الرتبة بمشاركة الكاردينال نصرالله بطرس صفير وحشد من الشخصيات إن «الجهل مسؤولية وخطأ جسيم بحد ذاته. فلا يجوز الوقوع فيه أو البقاء في حالته. بل ينبغي السعي إلى المعرفة وتثقيف العقل وإنارة الضمير»، لافتاً إلى أن الإرشاد الرسولي «الكنيسة في الشرق الأوسط» يدعونا إلى «تحمل مسؤوليتنا كمسيحيين، مواطنين أصليين وأصيلين في بلداننا المشرقية، ونُعلن إنجيل الحقيقة والمحبة والسلام، والأخوة الشاملة والعدالة بين الناس. لأن ظُلمة الجهل تُوقع شرقنا في ظلمات العنف والحرب والإرهاب». وقال: « لنرفع أفكارنا وقلوبنا إلى الله ملتمسين من محبته غفران خطايانا». ودعا راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون خلال ترؤسه الرتبة في كنيسة السيدة في عمشيت إلى «الصلاة من أجل رئيس الجمهورية ليساعده الله في قيادة البلاد إلى شاطئ الأمان خصوصاً في هذه الأيام الصعبة التي نعيشها، وجميع القادة السياسيين في البلاد إلى التنور بتعاليم السيد المسيح وأن يعملوا جميعاً لما فيه مصلحة لبنان».