قتل عشرة جنود على الأقل وأصيب أكثر من 40 بجروح في معارك خاضتها القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا عند الأطراف الجنوبية في مدينة بنغازي، بحسب ما افادت مصادر طبية وأمنية اليوم (السبت). وقال مسؤول في مركز بنغازي الطبي أن "المشرحة تلقت في المركز أمس 10 جثث لجنود من الجيش، بالإضافة إلى أن اقسام المركز الأخرى استقبلت نحو 44 جريحاً في حالات متفاوتة الخطورة". وأكد هذه الحصيلة مسؤول عسكري في الكتيبة 204 دبابات، إحدى أبرز الأذرع العسكرية للقيادة العامة للجيش الليبي التي يقودها الفريق أول خليفة حفتر. واوضح المسؤول العسكري ان هؤلاء الجنود قتلوا واصيبوا اثر قيام وحدات من كتيبته "بمساندة الكتيبة 21 قوات خاصة وعدد من المتطوعين لقتال المجموعات الإرهابية" بشن هجوم على مواقع في منطقة الهواري جنوببنغازي تسيطر عليها مجموعات مسلحة مناهضة للقوات التي يقودها حفتر .وأضاف أن قواته "أحرزت تقدما في المحور". ويقع محور الهواري في الأطراف الجنوبية في مدينة بنغازي، وتسيطر على معظمه قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي"، وهو تحالف من الثوار السابقين ذوي التوجهات الإسلامية المعتدلة والمتشددة وبينهم عناصر من جماعة "انصار الشريعة" المعروفة بقربها من تنظيم "القاعدة" والمصنفة على أنها جماعة إرهابية. وتشهد ليبيا صراعاً على السلطة منذ اسقاط النظام السابق في العام 2011، تسبب في نزاع مسلح في الصيف الماضي وانقسام البلاد بين حكومتين، حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة منذ آب (اغسطس) بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا". وتخوض القوات الموالية للحكومة المعترف بها منذ تشرين الاول (اكتوبر) الماضي معارك يومية مع قوات "فجر ليبيا" في مناطق عدة في الغرب، لكنها تخوض أيضا مواجهات مع مجموعات مسلحة بينها جماعات متشددة بهدف السيطرة الكاملة على بنغازي (1000 كيلومتر شرق طرابلس)، بعدما سقطت الأجزاء الأكبر من المدينة في أيدي هذه الجماعات في تموز (يوليو) في العام 2014. وكانت علاقة "مجلس شورى ثوار بنغازي" مع قوات "فجر ليبيا" التي تضم مجموعات إسلامية، غير واضحة. لكن أعلنت حكومة طرابلس في بيان تأييدها للمجلس، وتعهدت "ببذل قصارى جهدها لتوفير الدعم الكامل واللامحدود بشتى أنواعه إلى قوات مجلس شورى ثوار بنغازي في معركة تحرير مدينتهم والقضاء على غزاتها المجرمين".