فيما أعلن الجيش الليبي السيطرة على ميناء بنغازي البحري بعد أكثر من 3 أشهر من القتال ضد ميليشيات مسلحة، انفجرت سيارة ملغومة في المدينة مخلِّفةً قتيلين و20 مصاباً. وأفاد مسعفون بأن الانفجار قتل رجلاً وطفلاً فضلاً عن الانتحاري، في حين ذكر مسؤولون عسكريون أن جنوداً أطلقوا النار وقذائف صاروخية على السيارة الملغومة بينما كانت متجهة بسرعة صوب قاعدة عسكرية. ووقع الانفجار في حي الليثي حيث تقاتل قوات موالية للحكومة الليبية المعترف بها دولياً جماعات متشددة منذ شهور. ويعكس القتال الدائر في المدينةالشرقية صراعاً أوسع في الدولة المنتجة للنفط التي توجد بها حكومتان وبرلمانان وجماعات مسلحة متناحرة تتحالف مع هذا الجانب أو ذاك في صراعٍ على السلطة بعد مرور 4 سنوات على الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة شعبية مسلحة. وقوات الجيش في شرق ليبيا موالية للحكومة المعترف بها دولياً برئاسة عبدالله الثني التي أُجبِرَت على الخروج من طرابلس في الغرب في أغسطس الماضي وانتقلت إلى طبرق بعد سيطرة جماعة «فجر ليبيا» على العاصمة. وشكلت «فجر ليبيا» حكومةً وبرلماناً مقرهما طرابلس، لكن الأممالمتحدة لم تعترف بهما. في هذه الأثناء، قال مسؤول في الكتيبة 204 دبابات إن «الكتيبة سيطرت في الساعات الأولى من صباح الجمعة على ميناء بنغازي البحري ومحيطه الذي كانت تسيطر عليه الميليشيات المسلحة منذ 15 أكتوبر الماضي». وكان هذا الميناء متنفساً للمسلحين المتشددين ينقلون عبره جرحاهم ويتلقون من خلاله الدعم بالأسلحة والعتاد والمقاتلين، وتعد السيطرة عليه من قِبَل الجيش قطعاً لخط الإمدادات على هذه الميليشيات المسلحة، بحسب المسؤول العسكري الذي أشار في الوقت نفسه إلى سيطرة الكتيبة 204 دبابات على مبنى فندق عمر الخيام ومصلحتي الجمارك والجوازات واقترابها من محكمة شمال بنغازي «حيث ساحة الحرية» التي شهدت اعتصامات الثورة على القذافي في مطلع سنة 2011. لكن ميليشيا «راف الله السحاتي» المتشددة نفت الأمر، قائلةً عبر حسابها على موقع «فيسبوك» إن «الميناء وساحة المحكمة في قبضة شورى الثوار، وننفي السيطرة عليهما من قبل قوات حفتر».